سورة فاطر
  الله سبحانه وتعالى بهذه الأعمال ليعطيهم ما يستحقونه من الأجر والثواب، ويزيدهم على ذلك أضعافاً مضاعفة.
  ثم وصف الله سبحانه وتعالى نفسه بأنه كثير المغفرة لعباده، وأنه يعطيهم أكثر مما يستحقونه.
  {وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ هُوَ الْحَقُّ مُصَدِّقًا(١) لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ إِنَّ اللَّهَ بِعِبَادِهِ لَخَبِيرٌ بَصِيرٌ ٣١} ثم أخبر الله تعالى نبيه ÷ بأن ما أوحى إليه من القرآن هو الدين الحق، وأنه قد أنزل ذلك القرآن مصدقاً لذلك الدين الذي جاءت به التوراة والإنجيل ومطابقاً له.
  وأخبره أيضاً أن ما أوحى إليه من القرآن هو الحق الثابت الخالي من احتمال البطلان الذي لا يوجد فيه ريب ولا خرافة.
  {ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا} كان بنو إسرائيل هم أهل الكتاب وأهل العلم والحكمة، وقد جعلها الله سبحانه وتعالى فيهم على مدى زمان طويل، وقد اقتضت حكمته بعد ذلك أن يصطفي قوماً غيرهم لحمل نبوته وعلمه وحكمته، وذلك لما كان حصل فيهم من التمرد والتحريف، وما كثر بينهم من الكفر والفسوق والعصيان والفساد في الأرض حتى فقدوا أهلية حمل العلم والكتاب والحكمة.
  وقد اصطفى الله سبحانه وتعالى محمداً ÷ وجعله نبياً وأنزل معه القرآن الذي حَمَلَه من اصطفاه من أمته، وقد اصطفى الله سبحانه وتعالى من أمة محمد ÷ الذين
= تعالى فقد وعد المؤمنين العاملين أن يثيبهم ويجزيهم على الأعمال الصالحة. وقد قدمنا في جواب سؤالٍ تفصيل هذا فيُرجع إليه.
(١) سؤال: ما إعراب «مصدقاً»؟
الجواب: حال مؤكدة.