سورة فاطر
  آمنوا وصبروا على إيمانهم وثبتوا عليه، وهم أهل بيت النبي ÷ للنصوص المتواترة عن النبي ÷ ولو لم يكن إلا حديث الثقلين.
  {فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ} ثم أخبر الله سبحانه وتعالى عن أمة محمد بأنهم قد انقسموا وتفرقوا إلى فرق، وبدأ بذكر الذين ظلموا أنفسهم بما فعلوا من المعاصي وخالفوا أوامر الله تعالى وتجاوزوا حدوده، وذلك لأنهم الكثرة من أمة محمد ÷.
  {وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ} أي يعمل بعلمه لنفسه، ولا ينتفع أحد بعلمه(١).
  {وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذَلِكَ(٢) هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ ٣٢} وهم الذين يقومون بأعمال الأنبياء من الدعوة إلى الله سبحانه وتعالى، ونشر دينه وهداية الناس، فأخبر أن أهل هذه الصفة هم الذين فازوا بالدرجات الرفيعة والثواب الأسنى في الجنة، وأنهم هم الذين اصطفاهم من أمة محمد ÷.
  {جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤًا وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ ٣٣ وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُورٌ ٣٤}(٣) يصف الله سبحانه وتعالى ما أعده من النعيم في الاخرة لأولئك
(١) سؤال: يقال: ما الوجه في جعل المقتصد من يعمل ولا تتجاوز منفعته غيره؟
الجواب: الوجه هو كونه مقابلاً للسابق، والسابق هو الذي يقوم بالدعوة إلى الدين وينشر تعاليمه في الناس، وعلى هذا فينبغي أن يكون المقتصد بخلافه.
(٢) سؤال: من فضلكم إذا كانت الإشارة بـ «ذلك» إلى السبق بالخيرات فكيف أخبر عنه بالفضل الكبير والمراد بالفضل الجنات؟ أم أن هناك محذوفاً أم كيف؟
الجواب: الإشارة هي إلى السبق بالخيرات، والسبق بالخيرات فضل كبير، و «جنات عدن» مبتدأ، وجملة «يدخلونها» خبر المبتدأ في محل رفع ويجوز أن تكون «جنات» بدلاً من الفضل الكبير تنزيلاً للمسبب منزلة السبب فإن السبق سبب لدخول الجنة فسمي باسمها.
(٣) سؤال: إذا لم يكن قوله: «جنات» بدلاً فما إعرابه؟ وما محل جملة: «يدخلونها»؟ وكذا جملة: «يحلون»؟ وما معنى «من» في قوله: «من أساور»؟ وما إعرابها؟ وبم تعلق قوله: «من ذهب»؟ =