محاضرات رمضانية في تقريب معاني الآيات القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

سورة فاطر

صفحة 522 - الجزء 3

  السابقين بالخيرات جزاءً على ما صبروا في الدنيا، وعلى ما ضحوا به في سبيل إعلاء كلمة الله تعالى ونشر دينه، ويخبرهم بما يكون عليهم من الفرح والسرور عندما يرون ذلك الذي أعده الله سبحانه وتعالى لهم. ومعنى «الحزن»: يعم كل حزن من أحزان الدين والدنيا.

  {الَّذِي أَحَلَّنَا دَارَ الْمُقَامَةِ مِنْ فَضْلِهِ}⁣(⁣١) وهي الجنة التي ستدوم إقامتهم فيها، وسيدوم نعيمهم فيها دون أي كلل أو ملل.

  {لَا يَمَسُّنَا فِيهَا نَصَبٌ وَلَا يَمَسُّنَا فِيهَا لُغُوبٌ ٣٥}⁣(⁣٢) عندما يرون ذلك النعيم الذي أعد لهم سيحمدون الله تعالى على أن أحلهم في ذلك النعيم الدائم الذي لا حزن معه أو هم أو منغص ينغص عليهم ذلك النعيم، ويحمدون الله سبحانه وتعالى


= وعلام عطف قوله: «ولؤلؤاً»؟ وما محل جملة: «ولباسهم فيها حرير»؟

الجواب: قد سبق إعراب «جنات» و «لا يدخلونها» في جواب السؤال السابق، وجملة «يحلون فيها» في محل رفع خبر ثان لجنات عدن. «من أساور» من: للتبعيض، والجار والمجرور في محل نصب مفعول به. و «من ذهب» متعلق بمحذوف صفة لأساور، و «لؤلؤاً» معطوف على محل «من أساور». وجملة «ولباسهم فيها حرير» معطوفة على جملة «يحلون فيها» فهي في محل رفع، ويجوز أن تكون في محل نصب على الحال من نائب الفاعل لـ «يحلون»، والله أعلم.

(١) سؤال: فضلاً ما إعراب: «الذي أحلنا»؟ وما معنى «من» في قوله: {مِنْ فَضْلِهِ}؟ وما الوجه في ضم ميم المقامة؟

الجواب: «الذي» بدل من {الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ}، و «من» للابتداء أو للتعليل، وضُمَّ ميم المقامة لكونها مأخوذة من الرباعي أقام، وتفتح الميم إذا كان من الثلاثي، وهي اسم مكان.

(٢) سؤال: ما الفرق بين النصب واللغوب؟ وما محل جملة: {لَا يَمَسُّنَا فِيهَا نَصَبٌ

الجواب: النصب هو ما يحصل من التعب والمشقة عند مزاولة الأعمال، واللغوب هو ما يعقب ذلك من الفتور والوهن، و «لا يمسنا ..» في محل نصب حال من مفعول «أحلنا» الأول، ويجوز أن تكون حالاً من مفعولها الثاني.