سورة فاطر
  أيضاً على ما صاروا إليه من الراحة الدائمة التي لا تعب معها أو نصب ينغصها. ومعنى «لغوب»: فتور ووهن.
  {وَالَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ نَارُ جَهَنَّمَ لَا يُقْضَى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا(١) وَلَا يُخَفَّفُ عَنْهُمْ مِنْ عَذَابِهَا} ثم وصف الله سبحانه وتعالى ما أعده للذين كفروا من العذاب الدائم الذي لا يموتون معه، أو يخفف عنهم من شدته.
  {كَذَلِكَ نَجْزِي كُلَّ كَفُورٍ ٣٦} ومثل هذا الجزاء سيجازى كل من كفر بالله تعالى، وكذب برسله وصد عن دعوتهم.
  {وَهُمْ يَصْطَرِخُونَ فِيهَا رَبَّنَا(٢) أَخْرِجْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ} وهم خلال تلك الشدة التي هم فيها يصرخون بأشد الصياح وينادون الله تعالى، ويتضرعون إليه بأن يخرجهم من تلك الشدة وذلك العذاب؛ ليعملوا الأعمال الصالحة، ويعوضوا أعمارهم تلك التي ضيعوها في المعاصي والضلال، ولكن الله سبحانه وتعالى يجيب عليهم بقوله: {أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ مَا(٣) يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ
(١) سؤال: ما السر في حذف نون الفعل المضارع «فيموتوا»؟ وهل القضاء نفس الموت فكيف يجعل علة له؟ أم له مدلول آخر فما هو؟
الجواب: حذفت نون «فيموتوا» لأن الفعل منصوب بأن مضمرة بعد الفاء المسبوقة بالنفي. والقضاء هو الحكم عليهم بالموت فصح أن يكون علة للموت.
(٢) سؤال: ما محل هذا الاسم وما بعده من الإعراب؟ وعلام جزم قوله: «نعمل»؟ وما إعراب: «صالحاً غير الذي كنا نعمل»؟
الجواب: محل «ربنا» وما بعده النصب مقول قول محذوف. وجزم «نعمل» في جواب الأمر. و «صالحاً غير» صفتان لمصدر محذوف أو لمفعول به محذوف.
(٣) سؤال: ما نوع الاستفهام في الآية؟ وما إعراب: {مَا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ}؟ وما الوجه في الإبهام في «ما»؟
الجواب: يقال: هذا الاستفهام هو الاستفهام الإنكاري، ويصح أن يقال فيه: إنه استفهام تقريري =