محاضرات رمضانية في تقريب معاني الآيات القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

سورة يس

صفحة 536 - الجزء 3

  {وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلًا أَصْحَابَ الْقَرْيَةِ إِذْ⁣(⁣١) جَاءَهَا الْمُرْسَلُونَ ١٣} أمر الله سبحانه وتعالى نبيه ÷ أن يقص على قريش قصة أهل القرية الذين أرسل إليهم رسله وكيف أهلكهم الله تعالى ودمرهم بالصيحة جميعاً عندما كذبوا وتمردوا عليهم، ليعتبروا بهم ويحذروا أن يحل بهم مثل ما قد حل بأهل تلك القرية⁣(⁣٢).

  {إِذْ⁣(⁣٣) أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمُ اثْنَيْنِ فَكَذَّبُوهُمَا فَعَزَّزْنَا بِثَالِثٍ فَقَالُوا إِنَّا إِلَيْكُمْ مُرْسَلُونَ ١٤ قَالُوا مَا أَنْتُمْ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنَا} وهؤلاء الرسل الذين أرسلهم الله تعالى كانوا من حواري عيسى # كان قد بعثهم ليرشدوا أهل تلك البلاد وينذروهم، وقد أرسل إليهم أولاً رسولين فكذبوهما، وأنكروا أنهما رسولان من عند الله، فعززهما الله سبحانه وتعالى وقوَّى جانبهما برسول ثالث، ولكنهم أصروا على تكذيبهم وتمردهم، وقالوا لو كانوا رسلاً من عند الله لما كانوا بشراً مثلهم، ولكانوا جنساً غير جنسهم كالملائكة.

  {وَمَا أَنْزَلَ الرَّحْمَنُ مِنْ شَيْءٍ إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا تَكْذِبُونَ ١٥} وأنكروا أن يكون الله تعالى قد أرسلهم أو أنزل وحياً أو كتاباً.

  {قَالُوا رَبُّنَا يَعْلَمُ إِنَّا إِلَيْكُمْ لَمُرْسَلُونَ ١٦ وَمَا عَلَيْنَا إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ ١٧} فبعد أن أنكروهم وكذبوهم أقسموا⁣(⁣٤) لهم على ذلك، وأخبروهم أنهم قد أدوا ما يجب عليهم من تبليغهم وإنذارهم فإن شاءوا قبلوا، وإن أرادوا أن يتمردوا


(١) سؤال: فضلاً ما إعراب «أصحاب القرية» و «إذ»؟

الجواب: «أصحاب القرية»: المفعول الأول لـ «اضرب». و «إذ»: بدل من أصحاب القرية.

(٢) سؤال: فضلاً هل عرفت هذه القرية بعينها فما هي؟ وفي أي زمان كانت هذه القصة؟

الجواب: يذكر المفسرون أن القرية هي أنطاكية، وقد كانت هذه القصة في زمن عيسى بن مريم #.

(٣) سؤال: ما إعراب «إذ» هذه؟

الجواب: هي بدل من «إذ» الأولى التي هي بدل من أصحاب القرية.

(٤) سؤال: يقال: من أين فهمنا القسم هذا؟ وهل يُعَدُّ قسماً لو حلف شخص بمثله أم لا؟

الجواب: ما ذكر هو في قوة القسم بدليل تمثيل أهل المعاني والبيان بهذه الآية لمقام الإنكار الذي يستدعي غاية التأكيد، وليس قسماً يوجب الكفارة لو حُلِف به.