سورة يس
  فحسابهم عند الله سبحانه وتعالى وسيجازيهم ويعذبهم.
  {قَالُوا إِنَّا تَطَيَّرْنَا بِكُمْ لَئِنْ لَمْ تَنْتَهُوا لَنَرْجُمَنَّكُمْ وَلَيَمَسَّنَّكُمْ مِنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ ١٨} ثم إن أهل هذه القرية هموا بطرد الرسل وتشاءموا بهم، وزعموا أنهم لم يروا خيرا من حين أقبلوا إليهم، وأنهم لو كانوا رسلاً من عند الله سبحانه وتعالى كما يزعمون لأقبل الخير معهم، وهددوهم بأنهم إن لم ينتهوا عن دعوتهم وتبليغهم فسوف يقتلونهم شر قتلة رمياً بالحجارة حتى يموتوا، وسوف يلحقون بهم أشد العذاب إن لم يقلعوا عن دعوتهم الكاذبة.
  {قَالُوا طَائِرُكُمْ مَعَكُمْ أَئِنْ(١) ذُكِّرْتُمْ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ مُسْرِفُونَ ١٩}(٢) فأجابت عليهم الرسل بهذا الجواب: وهو أن الشؤم الذي لحقهم هو بسبب أعمالهم وذنوبهم المصاحبة لهم، وأن شؤمهم من عند أنفسهم؛ ولو أنهم شكروا الله تعالى وآمنوا برسله لما لحق بهم ما لحق من الجدب والغلاء وموت البهائم والأطفال وعقم النساء، وغير ذلك من المصائب، وأن سبب ما هم فيه هو تجاوزهم للحد في معصية الله تعالى، وسعيهم للإفساد في الأرض.
  {وَجَاءَ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَى قَالَ يَاقَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ ٢٠ اتَّبِعُوا مَنْ لَا يَسْأَلُكُمْ أَجْرًا وَهُمْ مُهْتَدُونَ ٢١}(٣) وقد أقبل عليهم رجل من أطراف هذه
(١) سؤال: أين جواب الشرط الذي دخل عليه الاستفهام: «أئن ذكرتم»؟
الجواب: جواب الشرط محذوف لتقدم ما يدل عليه، والتقدير: فتطيروا.
(٢) سؤال: لطفاً ما فائدة الإضراب هنا في قوله: {بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ مُسْرِفُونَ ١٩}؟
الجواب: فائدته تكذيب قولهم: {إِنَّا تَطَيَّرْنَا بِكُمْ} ورده وإبطاله.
(٣) سؤال: من فضلكم ما فائدة وصفه بقوله: «يسعى»؟ وما الذي يستفاد من قوله: {اتَّبِعُوا مَنْ لَا يَسْأَلُكُمْ أَجْرًا وَهُمْ مُهْتَدُونَ ٢١}؟
الجواب: وصف الرجل بوصفين:
١ - أن مجيئه كان من أقصى المدينة أي: من أبعد مكان في المدينة، أي: أنه قطع مسافة طويلة إلى أن وصل إلى قومه.
٢ - أنه كان يسعى عند مجيئه هذا أي يجري إلى أن وصل إلى قومه؛ فيدل ذلك على أن الرجل مؤمن =