سورة يس
  تمنى بعد(١) موته على قومه بأنهم لو كانوا يعلمون بما صار إليه من الكرامة والنعيم عند الله سبحانه وتعالى، وما غفر له من الذنوب بسبب إيمانه؛ وتمنيه ذلك كان إشفاقاً على قومه من عذاب الله سبحانه وتعالى؛ لأنهم لو عرفوا ما صار إليه لسارعوا إلى الإيمان بالله تعالى.
  {وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَى قَوْمِهِ مِنْ بَعْدِهِ مِنْ جُنْدٍ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا كُنَّا مُنْزِلِينَ(٢) ٢٨ إِنْ كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ ٢٩} يخبر الله سبحانه وتعالى عن حال أهل هذه القرية عندما أرسل إليهم رسله فكذبوهم كيف عذبهم؟ وكيف يكون سرعة انتقامه؟ فلم يحتج إلى أن ينزل عليهم جنوداً من السماء ليقتلوهم وإنما بصيحة واحدة أهلكتهم جميعاً في لحظة واحدة عن بكرة أبيهم.
  أمر الله سبحانه وتعالى نبيه أن يقرأ على قريش قصة أهل هذه القرية ليعتبروا بها ويعتزلوا ما هم فيه من التكذيب والاستهزاء.
  {يَاحَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ(٣) مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ٣٠} إن
(١) سؤال: ما الفائدة التي يأخذها المرشدون من تمني هذا المؤمن لصلاح قومه؟
الجواب: الذي يستفاد من ذلك أن على المؤمن ولا سيما المرشد أن يكون حريصاً على هداية الناس الذين يمكنه هدايتهم، وأن يكون ذلك من أهم أعماله، وأن يحاول صلاحهم بكل ما يمكنه من وسائل الإصلاح والهداية، وأن يكون حريصاً على أن لا يفوته سعي في استصلاحهم، وأن يأسى على ما فاته من ذلك.
(٢) سؤال: فضلاً ما إعراب «من جند» و «إن كانت إلا صيحة واحدة»؟ وهل قوله: «وما كنا منزلين» تكرير لما سبق؛ فما فائدته؟
الجواب: «من جند» مفعول به مجرور لفظاً منصوب محلاً، و «من» حرف جر زائد للتوكيد. «إن» نافية. «كانت» فعل ماض ناقص واسمها مستتر، «إلا» أداة استثناء، «صيحة» خبر كان، و «واحدة» صفة مؤكدة، «وما كنا منزلين» جملة اعتراضية وفائدتها التأكيد.
(٣) سؤال: من فضلكم ما إعراب: «يا حسرة على العباد»؟ وممن هذا التحسر؟
الجواب: «يا» حرف نداء، «حسرة» منادى منصوب وتكون حسرة للتعظيم والتهويل ونصبت «حسرة» لأنها شبيه بالمضاف، «على العباد» متعلق بمحذوف صفة لحسرة. وقوله: «يا حسرة على =