سورة يس
  اختيار الناس للكفر بآيات الله وتكذيب رسله À سيكسبهم سخط الله وغضبه ويستوجبون به عذاب جهنم خالدين فيها أبداً.
  {أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِنَ الْقُرُونِ أَنَّهُمْ(١) إِلَيْهِمْ لَا يَرْجِعُونَ ٣١} يحث الله سبحانه وتعالى قريشاً على النظر في تلك الأمم والأجيال والتتبع لأخبارهم، وما جرى عليهم؛ ليعرفوا كيف أهلكهم الله تعالى ودمرهم بسبب تمردهم وتكذيبهم واستهزائهم؛ لعلهم يعتبرون بهم وبما جرى عليهم بسبب صنيعهم.
  {وَإِنْ كُلٌّ لَمَّا جَمِيعٌ(٢) لَدَيْنَا مُحْضَرُونَ ٣٢} ثم أكد الله تعالى لهم أن تلك الأمم التي أهلكها الله تعالى سيبعثهم إليه يوم القيامة ليجازيهم على جميع أعمالهم التي عملوها.
  {وَآيَةٌ لَهُمُ الْأَرْضُ الْمَيْتَةُ أَحْيَيْنَاهَا(٣) وَأَخْرَجْنَا مِنْهَا حَبًّا فَمِنْهُ يَأْكُلُونَ ٣٣ وَجَعَلْنَا فِيهَا جَنَّاتٍ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنَابٍ وَفَجَّرْنَا فِيهَا مِنَ الْعُيُونِ ٣٤} ثم ضرب
= العباد» يراد به أنهم جديرون بأن يتحسر عليهم المتحسرون أو جديرون بأن يتحسروا على أنفسهم، فالتحسر مصروف إلى العباد على حسب ما ذكرنا، ولا يجوز أن ننسبه إلى الله تعالى؛ لأن التحسر صفة تعرض للمخلوقين، والله جل وعلا لا تحله الأعراض؛ لأنها محدثة لا تحل إلا في المحدثات، وقد استدل العلماء على حدوث الأجسام بحدوث الأعراض.
(١) سؤال: ما إعراب: «كم أهلكنا»؟ وما الوجه في فتح همزة «أن» في قوله: «أنهم إليهم»؟
الجواب: «كم» هي الخبرية في محل نصب مفعول به مقدم لأهلكنا، وأهلكنا فعل وفاعل، وفتحت همزة «أن» لوقوعها مع مدخولها بدلاً من «كم أهلكنا» على المعنى (التوهم)، والتقدير على هذا: ألم يروا كثر إهلاكنا.
(٢) سؤال: من فضلكم ما تكون «إن» في هذه الآية؟ وما عملها؟ وما معنى «لما» هنا؟ وما إعراب «جميع»؟ وهل هي من باب «فعيل» بمعنى «مفعول»؟ أم كيف؟
الجواب: «إن» نافية مهملة عن العمل، و «لما» هنا بمعنى «إلا» وتسمى: لما الإيجابية، أي: أن ما بعدها يكون موجباً غير منفي، و «جميع» خبر المبتدأ، «كل» وجميع بمعنى مجموع لدينا.
(٣) سؤال: فضلاً ما إعراب «آية»؟ وما محل جملة «أحييناها»؟
الجواب: «آية» خبر مقدم، و «الأرض» مبتدأ مؤخر. «أحييناها» يجوز أن تكون صفة للأرض أو حالاً منها، أي: أن الأرض آية في حال إحيائها.