محاضرات رمضانية في تقريب معاني الآيات القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

سورة يس

صفحة 542 - الجزء 3

  الله سبحانه وتعالى لقريش مثلاً الأرض الميتة المجدبة كيف يحييها بعد موتها بالخضرة والنبات ويخرج منها الزروع بحبوبها ويزينها بالأشجار المتحملة لأنواع الثمار ويفجر فيها عيون الأنهار فتزهو بجمالها بعد أن كانت يباساً لا أثر للحياة عليها؛ لأنهم كانوا ينكرون البعث بعد الموت، ويستبعدون ذلك أشد الاستبعاد، فضرب الله سبحانه وتعالى لهم هذا المثل لينظروا ويتفكروا بعقولهم فيعرفوا أن شأن البعث بعد الموت كشأن الأرض التي يرونها يابسة مجدبة ثم يرون الحياة تدب على ظهرها من جديد، مكتسية بالخضرة والنبات، ويعرفوا قدرة الله سبحانه وتعالى على إحيائهم بعد موتهم.

  {لِيَأْكُلُوا مِنْ ثَمَرِهِ⁣(⁣١) وَمَا عَمِلَتْهُ أَيْدِيهِمْ أَفَلَا يَشْكُرُونَ ٣٥} جعل الله تعالى لهم ذلك ليشكروه سبحانه وتعالى على ما أخرج لهم من طيبات الرزق يأكلون، ويتنعمون من خيراتها، وما أخرجت لهم من الثمار المتنوعة. والمراد بـ «ما عملته أيديهم»: أي ما صنعت أيديهم من العصير وغيره مما صنعوه من الثمر والعنب.

  {سُبْحَانَ الَّذِي خَلَقَ الْأَزْوَاجَ كُلَّهَا مِمَّا تُنْبِتُ⁣(⁣٢) الْأَرْضُ وَمِنْ أَنْفُسِهِمْ وَمِمَّا لَا يَعْلَمُونَ ٣٦}⁣(⁣٣) أراد الله سبحانه وتعالى بذلك أصناف المخلوقات التي خلقها وأوجدها على وجه الأرض، وأنه تنزه وتقدس عن أن يكون له شريك فهو


(١) سؤال: إلام يعود الضمير المذكر في قوله: «ليأكلوا من ثمره»؟

الجواب: يعود إلى النخيل والأعناب على المعنى أي: ليأكلوا من ثمر ذلك المذكور.

(٢) سؤال: بماذا تعلق الجار والمجرور في قوله: «مما تنبت»؟

الجواب: متعلق بمحذوف حال مبينة للأزواج.

(٣) سؤال: هل نستفيد من هذه الآية أن جميع الأشجار والحيوانات لا بد أن تكون أزواجاً في منزلة الذكر والأنثى؟ أم كيف؟

الجواب: المراد هنا بالأزواج الأجناس والأصناف، فالعنب جنس تحته أصناف متشابهة وكل صنف تحته أصناف لكل صنف ميزة يختص بها مع تشابهها، وليس المراد كون الأزواج بمنزلة الذكر والأنثى.