سورة يس
  وحده المتفرد بالقدرة على كل ذلك. والمراد بما لا نعلمه: أصناف من المخلوقات التي لا نعلمها.
  {وَآيَةٌ لَهُمُ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهَارَ(١) فَإِذَا هُمْ مُظْلِمُونَ ٣٧} وأيضاً أمر الله سبحانه وتعالى أولئك المكذبين بمحمد ÷، وبما جاء به من عند الله سبحانه وتعالى أن ينظروا في الآية التي جعلها لهم في الليل حال دخوله وإظلامه وكيف يتغطى به ضوء النهار حتى كأنه يسلخ عن الليل سلخاً.
  {وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ ٣٨} وكذلك أرشدهم أن ينظروا في الآية التي جعلها لهم في الشمس كيف تجري في مسارها الذي رسمه الله سبحانه وتعالى لها، وفي منازلها التي حددها لها لا تتخلف عن ذلك أو تتغير إلى أن يهلك(٢) الله الأرض ومن عليها.
(١) سؤال: فضلاً ما محل جملة: «نسلخ منه النهار»؟ وهل «من» في قوله «منه النهار» على بابها؟ أم أنها بمعنى «عن»؟
الجواب: «نسلخ منه النهار» لا محل لها من الإعراب واقعة في جواب سؤال مقدر، و «من» على بابها ولا حاجة إلى تقديرها بمعنى «عن»؛ لأن نسلخ بمعنى: نخرج، ونخرج يتعدى بـ «من».
(٢) سؤال: يقال: هل المراد بالمستقر زمان انتهاء سير الشمس وذلك القيامة أم ماذا؟ وما رأيكم في قول بعض أئمتنا إنه على حذف الألف وأن أصلها: «لا مستقر لها» مع كون اللام مكسوراً؟
الجواب: المراد إلى زمان انتهاء سير الشمس وهو يوم القيامة؛ فإنها لا تزال تجري ليلاً ونهاراً، لا يقف سيرها ولا يتوقف إلا يوم القيامة.
وتفسير بعض أئمتنا صحيح في المعنى، ويشهد لصحة تخريجه على حذف الألف أنه قد قرئ: لا مستقرَّ لها، ولا مستقرٌ لها، حكى هاتين القراءتين البيضاوي في تفسيره، وكسرت اللام لزوال الألف فعادت اللام بعد حذف الألف إلى البناء على الكسر كما هو الغالب في الحروف المفردة، إلا أنه يرد على هذا إشكالات هي جر مستقر والالتباس بلام الجر والخروج عن الظاهر، ويمكن النحوي التفصي عن هذه الإشكالات بأدلة نحوية، والتعليل لصحتها من بحور عللهم التي لا تنزف.