محاضرات رمضانية في تقريب معاني الآيات القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

سورة ص

صفحة 601 - الجزء 3

  تكون لهم مشيئة الاختيار؟

  وليس بأيديهم شيء يملكونه من سلطان الله تعالى وملكه حتى يقترحوا عليه تعالى ويشاركوه في اختياره ومشيئته.

  {فَلْيَرْتَقُوا فِي الْأَسْبَابِ ١٠}⁣(⁣١) فإذا كانوا يملكون شيئاً من خزائن السماوات والأرض فليصعدوا إلى مكان ملكهم ذلك.

  {جُنْدٌ مَا هُنَالِكَ مَهْزُومٌ مِنَ الْأَحْزَابِ ١١}⁣(⁣٢) ثم أخبر الله سبحانه وتعالى عن واقعهم بأنهم ليسوا إلا عبيداً مجندين لإبليس وشهواتهم، وسيهزمهم الله وسيعذبهم بسبب تكذيبهم وتمردهم واعتراضهم على الله سبحانه وتعالى ومشيئته.

  {كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَعَادٌ وَفِرْعَوْنُ ذُو الْأَوْتَادِ ١٢} وليسوا أول من كذب بأنبياء الله ورسله فقد كذبت قبلهم أمم كثيرة كقوم نوح وعاد وفرعون؛ وقد وصف الله سبحانه وتعالى فرعون بذي الأوتاد، وذلك أنه كان قد بنى لنفسه جبالاً كبيرة التي تسمى بالأهرام، وفيه إشارة إلى قوة ملكه وسلطانه.


(١) سؤال: ما معنى الفاء في قوله: «فليرتقوا»؟ وما المراد بالأسباب التي يرتقوا فيها؟ وما أصل اشتقاقها؟

الجواب: تسمى هذه الفاء بالفصيحة، أي: أنها سببية رابطة للجواب بشرط مقدر، والمراد بالأسباب الطرق التي يرتقون فيها إلى السماء ويصلون إلى غرضهم بسلوكها، والأسباب جمع سبب، والظاهر أن السبب اسم غير مشتق.

(٢) سؤال: يا حبذا لو أعربتم هذه الآية {جُنْدٌ مَا هُنَالِكَ مَهْزُومٌ مِنَ الْأَحْزَابِ ١١} كاملة؟ وبم تعلق «من الأحزاب»؟ وإلام أشير بقوله: «هنالك»؟

الجواب: «جند» مبتدأ، «ما» صلة لتأكيد حقارة الجند، فتنكيره يفيد التحقير، و «ما» لتأكيد ذلك. «هنالك» صفة لجند، وجيئ بها للتحقير. «مهزوم» خبر المبتدأ. «من الأحزاب» متعلق بمحذوف خبر ثان أي: أن الجند هذا هو من الأحزاب التي وعد الرسول ÷ بحربها وهزيمتها «وهزم الأحزاب وحده»، هذا هو أحد ما قيل في هذه الآية من الإعراب وهو إعراب حسن.