محاضرات رمضانية في تقريب معاني الآيات القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

سورة ص

صفحة 604 - الجزء 3

  {وَآتَيْنَاهُ الْحِكْمَةَ وَفَصْلَ الْخِطَابِ ٢٠} وأعطاه الله سبحانه وتعالى من العلم والحكمة، وآتاه علم القضاء والحكم والفصل بين الناس بالحق والعدل⁣(⁣١).

  {وَهَلْ⁣(⁣٢) أَتَاكَ نَبَأُ الْخَصْمِ إِذْ تَسَوَّرُوا الْمِحْرَابَ ٢١ إِذْ دَخَلُوا عَلَى دَاوُدَ فَفَزِعَ مِنْهُمْ قَالُوا لَا تَخَفْ خَصْمَانِ بَغَى بَعْضُنَا عَلَى بَعْضٍ}⁣(⁣٣) ثم قص الله سبحانه وتعالى على نبيه ÷ نبأ الرجلين اللذين دخلا على داود # ليفصل بينهما، وأنهما صعدا إليه من على السور وكان قد أغلق على نفسه الباب ليختلي لعبادة الله تعالى، فتفاجأ برؤيتهما، وأصابه الهلع والفزع من رؤيتهما، وتساءل كيف تمكنا من الدخول عليه على الرغم من الحرس⁣(⁣٤) والأبواب المقفلة، فطمأناه بأن لا يخاف فإنما


(١) سؤال: ما قرائن اختياركم السديد أن معنى فصل الخطاب: علم فصل الخصومات بالحق والعدل؟

الجواب: الوجه هو أن «فصل الخطاب» بمعنى الخطاب الفاصل أي: أنه من باب إضافة الصفة إلى الموصوف، ومعنى الخطاب الفاصل: الخطاب الحاكم أو الخطاب الذي يفصل الخلاف ويميز بين الحق والباطل والمحق والمبطل، ولا مانع من حمله على ما ذكرنا وغيره من قول الحق.

(٢) سؤال: فضلاً ما يكون معنى «هل» هنا؟ ولماذا أتت بهذه الصيغة؟

الجواب: معنى «هل» التعجب والتشويق للمخاطب إلى الخبر العجيب.

(٣) سؤال: يقال: ما السر في عدم تثنية قوله: «الخصم»؟ وما إعراب: «إذ دخلوا»؟ وكذا «خصمان»؟ وما محل جملة: {بَغَى بَعْضُنَا عَلَى بَعْضٍ

الجواب: لم يثنّ الخصم لأنه في الأصل مصدر فَرُوْعِي فيه ذلك الأصل. «إذ» بدل من نبأ، وجملة «دخلوا ..» في محل جر بإضافة «إذ» إليها. «خصمان» خبر لمبتدأ محذوف أي: نحن خصمان. «بغى بعضنا على بعض» لا محل لها من الإعراب مستأنفة في جواب سؤال مقدر.

(٤) سؤال: فضلاً من أين نفهم أن عليه حرساً ونحو ذلك؟

الجواب: نفهم ذلك من كونه ملكاً عظيماً، ومن تسور الخصمين للمحراب فلو لم يكن له حرس على الأبواب لدخلوا عليه منها، وإن كانت مغلقة طرقوها حتى يفتح لهم.