سورة ص
  يمل معها فيكون داخلا تحت وعيد الله وعذابه.
  ثم أخبر الله سبحانه وتعالى أنه لا يخرج عن الطريق، ويميل عن الحق إلا من نسي الله تعالى(١)، وغفل عن الموت ولقاء الله سبحانه وتعالى، وأما الذين يخافون الله تعالى فهم يتقيدون بأوامره، ويتجنبون الوقوع فيما يغضبه ويوجب سخطه وعذابه.
  {وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا بَاطِلًا(٢) ذَلِكَ ظَنُّ الَّذِينَ كَفَرُوا فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنَ النَّارِ ٢٧}(٣) كان المشركون ينكرون البعث والحساب
= ما لا يجوز. وهي وإن لم تكن معصية إلا أن فيها كما ذكرنا سابقاً ما يدل على عدم الاعتداد بما عند صاحبها من النعم العظيمة ولأنها شأن مَن دون الأنبياء والرسل، ولأنها قد تجر صاحبها إلى التورط في معصية الله.
(١) سؤال: من أين فهمنا هذا الحصر؟
الجواب: يفهم ذلك من مكان آخر مثل: {إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ}[فاطر: ٢٨].
(٢) سؤال: فضلاً ما إعراب «باطلاً»؟ وما الوجه في فصل جملة {ذَلِكَ ظَنُّ الَّذِينَ كَفَرُوا}؟
الجواب: «باطلاً» مفعول مطلق أي: خلقاً باطلاً، وفصلت جملة «ذلك ظن ...» لأنها مستأنفة لبيان العلة أو ما هو كالعلة.
(٣) سؤال: هل يصح أن نستدل بهذه الآية على الأشاعرة في إنكارهم للحكمة في أفعال الله سبحانه ولو كانوا مقرين بهذه الحكمة من خلق السماء والأرض أم لا؟ وهل يلزم خروج من أنكر الحكمة عن الدين بموجب هذه الآية والآية التي بعدها؟
الجواب: الذي ينبغي من الجواب هو التفصيل في حكم من أنكر الحكمة في أفعال الله تعالى:
١ - لا ينبغي لمؤمن أن ينكر الحكمة في خلق السماوات والأرض لنصوص القرآن في ذلك.
٢ - لا يكفر منكر الحكمة فيما لم يظهر وجه الحكمة والمصلحة فيه من أحكام التشريع ككون صلاة الظهر والعصر والعشاء أربعاً أربعاً، والمغرب ثلاثاً، والفجر ركعتان، وكون السجود مثنى والركوع فرادى؛ لأنه لم ينف الحكمة رأساً في مثل هذا التشريع؛ لأنه يقول: إن الحكمة هي إرادة التعبد لله بذلك، ولله أن يتعبد المكلفين بما شاء.