محاضرات رمضانية في تقريب معاني الآيات القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

سورة ص

صفحة 611 - الجزء 3

  {كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ}⁣(⁣١) ثم أخبر الله سبحانه وتعالى نبيه ÷ بأنه أنزل عليه القرآن لما فيه من المنافع العظيمة للناس من إرشادهم إلى مصالح دينهم ودنياهم، وما فيه من الدلالة لهم على طريق هداهم ونجاتهم، وما فيه من السعادة لهم في الدنيا والآخرة وما فيه من الآيات الدالة على عظمة الله وجلاله وعلمه وحكمته وعظيم قدرته.

  {لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ⁣(⁣٢) أُولُو الْأَلْبَابِ ٢٩} وأنزله عليهم ليتدبروا آياته، ويتفكروا فيها، ويعملوا بأحكامه وشرائعه، ولكنه لن يتدبر في آياته إلا أهل العقول السليمة الذين يعملون بما تدعوهم إليه عقولهم وتدلهم عليه، ولا يستجيبون لهوى أنفسهم وشهواتهم.

  {وَوَهَبْنَا لِدَاوُدَ سُلَيْمَانَ نِعْمَ الْعَبْدُ⁣(⁣٣) إِنَّهُ أَوَّابٌ ٣٠} ثم أخبر الله سبحانه وتعالى نبيه ÷ بأنه قد وهب لداود سليمان، وكان من عباد الله الصالحين المنيبين الراجعين إليه.


= واعتذار {أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ مَا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ وَجَاءَكُمُ النَّذِيرُ}⁣[فاطر: ٣٧]، {وَإِنْ يَسْتَعْتِبُوا فَمَا هُمْ مِنَ الْمُعْتَبِينَ ٢٤}⁣[فصلت].

(١) سؤال: فضلاً ما الوجه في رفع «مباركٌ» ولعل مقتضى الحال نصبه على أنه حال؟ وما إعراب «كتاب»؟

الجواب: «كتاب» خبر مبتدأ محذوف أي: هذا كتاب، و «مبارك» خبر ثان، فهذا هو الوجه في رفعه، أي: أنه رفع لكونه خبراً ثانياً.

(٢) سؤال: فضلاً ما الوجه في مخالفة فاعل «ليتذكر» لفاعل «ليدبروا» الذي قبله؟

الجواب: الوجه أنه لا يتذكر إلا أولو الألباب، والتدبر للقرآن عام لأولي الألباب، والمشركين فقد بلَّغهم النبي ÷ القرآن وتدبروه ووعوه إلا أنهم لا يتعظون به ولا يتذكرون {وَإِذَا ذُكِّرُوا لَا يَذْكُرُونَ ١٣}⁣[الصافات].

(٣) سؤال: ما محل جملة «نعم العبد»؟ وما الوجه في فصلها؟

الجواب: لا محل لها من الإعراب؛ لأنها مستأنفة للمدح. وفصلت لكونها جملة إنشائية.