سورة ص
  سبحانه وتعالى نبيه سليمان # في ملكه، وذلك أنه تغلب على سرير ملكه رجل(١) من أقربائه واستولى على مملكته، وكان ذلك عقاباً من الله سبحانه وتعالى لذنب وتقصير حصل منه # على جهة الخطأ(٢)، وعرف سليمان # أن ذلك عقاب من الله سبحانه وتعالى فطلب منه المغفرة والتوبة، وسأل الله سبحانه وتعالى أن يرد له ملكه، وأن يبسط له فيه، فحارب ذلك الذي استولى على ملكه ونصره الله سبحانه وتعالى عليه ورد له ملكه وسلطانه.
  {فَسَخَّرْنَا لَهُ الرِّيحَ تَجْرِي بِأَمْرِهِ رُخَاءً حَيْثُ أَصَابَ ٣٦ وَالشَّيَاطِينَ كُلَّ بَنَّاءٍ وَغَوَّاصٍ ٣٧ وَآخَرِينَ مُقَرَّنِينَ فِي الْأَصْفَادِ ٣٨}(٣) أخبر الله سبحانه وتعالى بأنه استجاب لنبيه ورد له ملكه، وسخر له الريح وذللها لحمله والسير به إلى حيث أراد، وكذلك سخر له الشياطين لخدمته والقيام بجميع أعماله من البناء وغير ذلك واستخراج المعادن والجواهر النفيسة من أعماق البحار، ومن تمرد منهم عن أمره ربطه وقيده بقيد متصل مع قيود أخرى يجمع فيها مردة الشياطين.
(١) سؤال: هل المراد أن الله هيأ استيلاء ذلك الرجل على مملكة سليمان #؟ أم كيف؟
الجواب: المراد أن الله تعالى رفع نصره ومعونته عن سليمان وجيشه كما رفعها يوم أحد عن المسلمين بسبب معصيتهم للرسول ÷.
(٢) سؤال: ما هو ذلك الذنب الذي عمله # على جهة الخطأ؟
الجواب: لم يذكر الله تعالى ما هو الذنب، وقد يكون الذنب من أصحابه وأتباعه كما هو الحال في يوم أحد، ولا ينبغي الالتفات إلى ما يروى في التفاسير من ذنب سليمان، وما حصل بسبب ذنبه من حوادث في مملكته وفي أهله، ولا ينبغي ذكرها ولا روايتها.
(٣) سؤال: ما محل جملة: {تَجْرِي بِأَمْرِهِ}؟ وما إعراب «رخاء» و «كل بناء»؟ وعلام عطف قوله: «وآخرين»؟ وما إعراب «مقرنين»؟
الجواب: جملة «تجري بأمره» في محل نصب حال من الريح. رخاء: حال من فاعل «تجري». كل بناء: بدل من الشياطين. وآخرين: معطوف على «كل بناء». مقرنين: صفة لآخرين.