سورة ص
  ومعنى «رخاءً»: لينة طيبة.
  {هَذَا عَطَاؤُنَا فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِسَابٍ ٣٩} ذلك هو عطاء الله تعالى الذي أعطاه لنبيه داود # واختصه به وفوضه في التصرف فيه، يعطي ما يشاء الله لمن يشاء، أو يمسكه لنفسه لا حرج عليه لا في العطاء ولا في الإمساك.
  {وَإِنَّ لَهُ عِنْدَنَا لَزُلْفَى وَحُسْنَ مَآبٍ ٤٠} ثم أخبر الله سبحانه وتعالى بأنه - مع ما قد أعطاه من سعة الملك في الدنيا - لم ينقص ذلك من أجره في الآخرة شيئاً، وأنه من أهل المنازل الرفيعة، ومن المقربين لديه.
  وبعد، فليكن على علم منك أن ما ذكر من معاصي أنبياء الله ورسله À لم تصدر منهم عن تعمد للمعصية، وإنما تكون منهم على جهة الخطأ أو النسيان أو التأويل كما حصل من آدم ويونس @ فإن ما صدر منهما كان عمداً إلا أنهما تأولا؛ فآدم # إنما أقدم على أكل الشجرة لترتفع منزلته عند الله وليطول عمره في عبادة الله اغتراراً منه بوساوس الشيطان حين قال لآدم وحواء(١): {مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ إِلَّا أَنْ تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ ٢٠ وَقَاسَمَهُمَا إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِينَ ٢١}[الأعراف].
  {وَاذْكُرْ عَبْدَنَا أَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطَانُ(٢) بِنُصْبٍ وَعَذَابٍ ٤١ ارْكُضْ بِرِجْلِكَ هَذَا مُغْتَسَلٌ بَارِدٌ(٣) وَشَرَابٌ ٤٢} ثم أوحى الله سبحانه وتعالى إلى
(١) سؤال: يقال: فيلزم أنه إذا اقترف أحدنا شيئاً مما نهى الله عنه اغتراراً بوسوسة للشيطان تشبه هذه الوسوسة أن يكون معفواً عنه أو خطأ فقط أم كيف؟
الجواب: إنما قلنا بالخطأ في معصية آدم لعدم تجربته وخبرته بمكائد الشيطان الرجيم وغروره، ومن بعد هذه المعصية لا يعذر أحد من ذرية آدم ولا آدم بخدع الشيطان وغروره ووساوسه.
(٢) سؤال: ما محل المصدر المأخوذ من قوله: {أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطَانُ ...}؟
الجواب: محله الجر بباء مقدرة، أو منصوب بنزع الخافض.
(٣) سؤال: هل للجملة {هَذَا مُغْتَسَلٌ بَارِدٌ} محل من الإعراب أم لا؟
الجواب: «هذا مغتسل» لا محل لها من الإعراب، وفصلت لأنها خبرية وما قبلها إنشائية.