محاضرات رمضانية في تقريب معاني الآيات القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

سورة ص

صفحة 616 - الجزء 3

  نبيه ÷ قصة نبيه أيوب # وما ابتلاه به من الأمراض⁣(⁣١) الشديدة، وكيف قابل تلك البلوى بالصبر والرضا والشكر لله تعالى؛ وقد وصل به البلاء إلى أن أصبح يتقذر منه أقرب الناس إليه، وحتى نبذوه وتركوه لمرضه وحيداً. والمراد بـ «نصب وعذاب»: بتعب وألم.

  وقد قيل: إنه لم يدع الله تعالى أن يكشف بلواه هذه إلا عندما وصل البلاء إلى لسانه، فخاف أن يمنعه ذلك من ذكر الله سبحانه وتعالى، فعندها دعا الله تعالى أن يكشف بلواه؛ فأمره الله سبحانه وتعالى بأن يركض برجله، فنبعت من تحتها عينان⁣(⁣٢): أمره أن يغتسل من إحداهما، وأن يشرب من الأخرى، وكان ذلك سبباً لكشف بلواه.

  {وَوَهَبْنَا لَهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنَّا}⁣(⁣٣) بعد أن شرب واغتسل رجعت إليه صحته وعافيته، ورد الله سبحانه وتعالى عليه أهله، وزاد عليهم مثلهم⁣(⁣٤)، وكل


(١) سؤال: قد يقال: ما الوجه في نسبة أيوب # المس إلى الشيطان إذا كان المراد به المرض الذي أصابه؟

الجواب: الوجه أن سبب المرض هي الأوساخ والمكروبات ومنها يدخل الشيطان بأذاه على المرء قال الله تعالى في أهل بدر: {وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً لِيُطَهِّرَكُمْ بِهِ وَيُذْهِبَ عَنْكُمْ رِجْزَ الشَّيْطَانِ}⁣[الأنفال: ١١]، وقد فسروا رجز الشيطان بأثر الجنابة ونجاستها.

(٢) سؤال: فضلاً من أين أخذنا هذه الدلالة؟

الجواب: أخذت هذه الدلالة من قوة الكلام فإنها تفيد أن المغتسل البارد والآخر الشراب حصلا نتيجة لركضه برجله.

(٣) سؤال: ما إعراب {رَحْمَةً مِنَّا

الجواب: رحمة: مفعول من أجله. منا: متعلق بمحذوف صفة لرحمة.

(٤) سؤال: ما المقصود بـ «مثلهم» الذي زيد على أهله؟ وهل نأخذ من هذه الآية أن أهله وأولاده نبذوه؟

الجواب: المراد أن الله زاده مثل أهله أي ضاعف عددهم ويؤخذ من هذه الآية أن أهله كانوا قد ابتعدوا عنه وتركوه وتخلوا عنه.