سورة ص
  الْأَخْيَارِ ٤٧} ثم ذكر الله سبحانه وتعالى السبب في قوتهم ونفاذ بصائرهم بأنهم قد جردوا أنفسهم لله سبحانه وتعالى والعمل لآخرتهم غير ملتفتين إلى شيء من متاع الدنيا وشهواتها ولذاتها، واصطفاهم الله سبحانه وتعالى على سائر البشر، لعلمه بما هم عليه من أهلية الاصطفاء. ومعنى «بخالصة»: بخصلة عظيمة لا شوب فيها.
  {وَاذْكُرْ إِسْمَاعِيلَ وَالْيَسَعَ وَذَا الْكِفْلِ وَكُلٌّ مِنَ الْأَخْيَارِ ٤٨ هَذَا ذِكْرٌ وَإِنَّ لِلْمُتَّقِينَ لَحُسْنَ مَآبٍ ٤٩} ثم أخبر الله سبحانه وتعالى نبيه ÷ بأن ما أوحى إليه من أخبار الأنبياء، وما جرى عليهم لأجل أن يعتبر بهم، وبما جرى عليهم المعتبرون. «واليسع»: هو ابن أخطوب من بني إسرائيل. «وذا الكفل» هو ابن عم اليسع، أو بشر بن أيوب.
  وتقوى الله سبحانه وتعالى التي ينتهجها المتقون هي اجتناب محارمه وما نهى عنه.
  {جَنَّاتِ عَدْنٍ مُفَتَّحَةً لَهُمُ الْأَبْوَابُ ٥٠}(١) ثم فسر الله سبحانه وتعالى حسن المآب بأنه جنات عدن. والعدن: هي الإقامة الدائمة في النعيم الدائم.
  {مُتَّكِئِينَ فِيهَا يَدْعُونَ فِيهَا بِفَاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ وَشَرَابٍ ٥١}(٢) ثم وصف الله سبحانه وتعالى حال المتقين في الآخرة بأن الجنة قد فتحت أبوابها لاستقبالهم، وقد أعدت لهم الأرائك الكبيرة، والموائد السنية والفاخرة، المليئة بأصناف المأكولات والمشروبات، التي يجلسون عليها مع أصحابهم وندمائهم.
(١) سؤال: فضلاً ما إعراب: {مُفَتَّحَةً لَهُمُ الْأَبْوَابُ ٥٠}؟
الجواب: «مفتحة» حال من «جنات»، وجاز لوجود المسوغ وهو الإضافة، و «الأبواب» نائب فاعل «مفتحة»، و «لهم» متعلق بمفتحة.
(٢) سؤال: ما هو المعنى الذي تفيده الباء في قوله: «بفاكهة»؟ وما محل جملة: {يَدْعُونَ فِيهَا بِفَاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ وَشَرَابٍ ٥١}؟
الجواب: تفيد أن «يدعون» مضمن معنى «يتمتعون» أو نحوه مما يتعدى بالباء كما ظهر لي والله أعلم. وجملة «يدعون» في محل نصب حال، ويجوز أن تكون مستأنفة فلا محل لها من الإعراب.