سورة ص
  {وَعِنْدَهُمْ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ أَتْرَابٌ ٥٢} وقد زوجهم الله تعالى من حور العين التي لا يتعدى نظر الواحدة منهن إلى غير زوجها، والأتراب: من المتساويات في السن.
  {هَذَا مَا تُوعَدُونَ لِيَوْمِ الْحِسَابِ ٥٣ إِنَّ هَذَا لَرِزْقُنَا مَا لَهُ مِنْ نَفَادٍ ٥٤} فلا ينفد نعيمهم، ولا ينقطع أو يمل، وعد من الله سبحانه وتعالى قد وعدهم به.
  {هَذَا(١) وَإِنَّ لِلطَّاغِينَ(٢) لَشَرَّ مَآبٍ ٥٥ جَهَنَّمَ يَصْلَوْنَهَا فَبِئْسَ الْمِهَادُ ٥٦ هَذَا فَلْيَذُوقُوهُ حَمِيمٌ وَغَسَّاقٌ ٥٧} ثم أخبر الله سبحانه وتعالى عن مصير الطاغين المتجاوزين لحدود الله تعالى أنهم على خلاف من سبقهم من المتقين، فقد أعد لهم شر المنازل وأشنعها في جهنم التي يكون فراشهم فيها من النار، ويكون غطاؤهم فيها من النار، ومع ذلك فشرابهم من ماء الحميم الذي يغلي، ومن الغساق الذي هو قيح وصديد أجسام أهل النار، نعوذ بالله منها.
(١) سؤال: فضلاً ما إعراب «هذا»؟ إن كان مبتدأ فأين خبره؟ وما يسمى هذا النوع من الكلام في البلاغة؟
الجواب: «هذا» خبر لمبتدأ محذوف، أي: الأمر هذا، أو مبتدأ خبره محذوف، أي: هذا للمؤمنين. ويسمى هذا النوع في البلاغة بالتخلص إذا كان هناك مناسبة بين ما قبل الإشارة وما بعدها، ويسمى بالاقتضاب إن لم يكن ثمة مناسبة.
(٢) سؤال: هل يصدق «الطاغين» على الفساق؟ وهل من باب الحقيقة أم المجاز؟ وعلام عطفت جملة: {وَإِنَّ لِلطَّاغِينَ لَشَرَّ مَآبٍ ٥٥}؟ وما إعراب «جهنم»؟ وما محل جملة «يصلونها»؟ وما إعراب «حميم»؟
الجواب: الطاغي في الشرع هو الذي يتجاوز حدود الله تعالى، فإطلاقه على الفاسق إطلاق حقيقي؛ لأن الفسق هو الخروج عن أمر الله، والخروج عن أمر الله بمعنى التجاوز لحدود الله. «وإن للطاغين لشر مئاب» معطوفة على: {وَإِنَّ لِلْمُتَّقِينَ لَحُسْنَ مَآبٍ ٤٩} إذ لا مانع من العطف وقد قيل إن الجملة مستأنفة. «جهنم» بدل من شر مئاب. «يصلونها» في محل نصب حال من جهنم. «حميم» خبر المبتدأ هذا، و «فليذوقوه» جملة معترضة بين المبتدأ والخبر.