سورة ص
  النار بعضهم بعضاً عن الذين كانوا يحتقرونهم في الدنيا ويستخفون بهم من المؤمنين أين هم ما لنا لا نراهم معنا في النار وقد عرفناهم في الدنيا أشراراً ضالين.
  {أَتَّخَذْنَاهُمْ سِخْرِيًّا أَمْ زَاغَتْ عَنْهُمُ الْأَبْصَارُ ٦٣} لماذا لا نراهم في النار؟ أكانوا من الصالحين ونحن نسخر منهم ومن إيمانهم؟ أم أنهم من الأشرار فعلاً ومن أهل النار وقد دخلوها ولكنا لم نرهم؟
  {إِنَّ ذَلِكَ لَحَقٌّ تَخَاصُمُ أَهْلِ النَّارِ ٦٤}(١) ثم أخبر الله سبحانه وتعالى أن هذا هو ما سيدور فيما بين أهل النار من الجدل والتخاصم.
  {قُلْ إِنَّمَا أَنَا مُنْذِرٌ} ثم أمر الله سبحانه وتعالى نبيه ÷ أن يخبر المشركين بأن الله تعالى لم يرسله إلا لينذرهم، وليس مكلفاً بأن يدخلهم في الهدى رغماً عنهم؛ وذلك لأجل أن لا يكون لهم عذر يوم القيامة يعتذرون به عند الله سبحانه وتعالى بأنه لم يرسل لهم رسولاً ينذرهم ويحذرهم يوم البعث والحساب والجزاء.
  {وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلَّا اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ ٦٥}(٢) وأن يخبرهم أنه لا إله في هذا الكون إلا إله واحد، كل ما في هذا الكون تحت قدرته وقبضته وسيطرته، وهو القاهر لكل شيء بقوته.
  {رَبُّ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا الْعَزِيزُ الْغَفَّارُ ٦٦} وهو سبحانه المالك للسماوات والأرض وما بينهما، والعزيز هو القوي الغالب، والغفار هو كثير المغفرة لمن أقبل إليه مهما كانت ذنوبه وخطاياه.
(١) سؤال: ما إعراب: {تَخَاصُمُ أَهْلِ النَّارِ ٦٤}؟
الجواب: تخاصم: فاعل «حق» أو خبر لمبتدأ محذوف تقديره هو.
(٢) سؤال: فضلاً ما إعراب: {وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلَّا اللَّهُ الْوَاحِدُ}؟ وكذا {رَبُّ السَّمَوَاتِ}؟
الجواب: إله: مبتدأ مجرور لفظاً مرفوع محلاً، خبره لفظ الجلالة الذي بعد «إلا»، هكذا أعربوه. والذي ينبغي من الإعراب أن يكون خبر إله محذوف، أي: موجود، و «إلا» أداة استثناء، ولفظ الجلالة مستثنى من «إله».