محاضرات رمضانية في تقريب معاني الآيات القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

سورة الزمر

صفحة 629 - الجزء 3

  {يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهَارِ⁣(⁣١) وَيُكَوِّرُ النَّهَارَ عَلَى اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى} ثم ذكر الله سبحانه وتعالى بعضاً من آثار قدرته وربوبيته، فأخبر أنه الذي يدخل⁣(⁣٢) النهار في ظلمة الليل والعكس، وأنه الذي خلق الشمس والقمر وسخر لهما الطريق التي يسير كل منهما فيها على ميزان محدود، وجعل لهما منازل معلومة لا يتخلفان عن مسارهما الذي حدده لهما بقدرته إلى يوم القيامة.

  {أَلَا⁣(⁣٣) هُوَ الْعَزِيزُ الْغَفَّارُ ٥} ثم وصف الله سبحانه وتعالى نفسه بأنه القوي المقتدر على كل شيء، وكل شيء في قبضته وسيطرته، وأنه الغفار الذي لم يؤاخذ المشركين والعصاة بذنوبهم، بل أمهلهم وأبقاهم ومتعهم في الدنيا، وأطال في أعمارهم.

  {خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا} يُذكِّر الله تعالى المشركين إن أرادوا أن يتذكروا ويرجعوا إليه وإلى عبادته وحده، بأنه الذي خلقهم وأوجدهم


= النهاية يموت الظالم؛ إذاً فما هي الحكمة في خلق الظالم والمظلوم وقد علمنا أن الله تعالى عدل حكيم، فأين ما تقضي به الحكمة؟ وأين العدل؟ حينئذ يجزم العقل بأنه لا بد - على مقتضى العدل والحكمة - من جزاء وأعواض وحساب، ولو لم يكن الأمر كذلك لكان الله تعالى عابثاً في خلقه للمخلوقات، ولما صدق وصفه بالحكمة والعدل.

(١) سؤال: فضلاً هل يصح أن تكون جملة «يكور الليل ... إلخ» حالية أم لا؟ فما هي؟

الجواب: يصح أن تكون حالية وأن تكون مستأنفة مبينة لكيفية تصرفه في السماوات والأرض.

(٢) سؤال: هل التكوير بمعنى الإيلاج أم أن مقصودكم أنهما يؤولان إلى معنى واحد؟

الجواب: المراد أن التكوير يؤول إلى معنى الإيلاج فإن النهار إذا التف على الليل اختفى الليل وهكذا العكس.

(٣) سؤال: ما فائدة ورود «ألا» في هذا الموضع؟

الجواب: الفائدة تنبيه المخاطب والسامع إلى الإصغاء والاستماع لما بعده من الكلام، وأنه حقيق بالإصغاء والاستماع وأهميته.