محاضرات رمضانية في تقريب معاني الآيات القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

سورة الزمر

صفحة 635 - الجزء 3

  ثم أمره أن يخبرهم أنه لا بد أن يكون هناك فرق⁣(⁣١) بين أهل العلم بالله سبحانه وتعالى وبآياته وبوعده ووعيده، وأهل الجهل بالله تعالى والكفر بآياته ورسله.

  {إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ ٩} ثم أخبر الله سبحانه وتعالى أنه لن يعرف آياته، ويتذكر بمواعظه إلا الذين يستعملون عقولهم، ويعملون بما تدعوهم إليه فطرهم.

  {قُلْ يَاعِبَادِ الَّذِينَ آمَنُوا⁣(⁣٢) اتَّقُوا رَبَّكُمْ} ثم وجه الله سبحانه وتعالى خطابه إلى الذين آمنوا بالله ورسوله بأن لا يغتروا بإيمانهم، ولا يركنوا إلى أنفسهم، وأن يكونوا على حذر من الوقوع فيما يغضبه ويوجب سخطه، وأن يعلموا أنهم معرضون للوقوع في المعصية في كل وقت؛ فأمرهم بتقواه والاستقامة على ما يرضاه.

  {لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ} ثم أخبرهم بأن جزاء من أحسن في هذه الحياة الدنيا وعمل الأعمال الصالحة أن يثيبه الله سبحانه وتعالى بالحسنى في الآخرة وهي الجنة⁣(⁣٣). والإحسان: هو أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك.

  {وَأَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةٌ} فإذا لم يتأت لكم أن تعبدوا الله تعالى وتقيموا حدوده وفرائضه في مكان فاعلموا أن أرض الله واسعة فيجب عليكم أن تتنقلوا فيها، فليس لكم عذر في ترك الهجرة، فأنتم مأمورون بإقامة فرائضه وحدوده مهما أمكنكم ذلك.


(١) سؤال: فعلى هذا ما يكون معنى الاستفهام في قوله: «هل يستوي»؟

الجواب: يكون معناه الاستنكار فيؤول المعنى إلى أنه لا يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون، ومعنى ذلك أن بينهم فرقاً كما ذكرنا.

(٢) سؤال: فضلاً ما إعراب: {يَاعِبَادِ الَّذِينَ آمَنُوا

الجواب: «يا» حرف نداء، «عباد» منادى مضاف منصوب بفتحة مقدرة على الدال، وياء المتكلم مضاف إليه، وحذفت الياء لفظاً لالتقاء الساكنين، وكتبت في المصحف بغير ياء تبعاً للنطق، وقوله «الذين» صفة لعباد في محل نصب، و «آمنوا» صلة الموصول.

(٣) سؤال: وهل يصح أن تكون الحسنة في الدنيا مثل: {رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً}⁣[البقرة: ٢٠١]، أم لا؟

الجواب: الحسنة مطلقة، والجزاء المحقق للذين أحسنوا في الدنيا هو في يوم القيامة.