سورة الزمر
  {إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ ١٠}(١) يرغب الله سبحانه وتعالى عباده هنا في الصبر على إيمانهم وتقوى الله سبحانه وتعالى مهما لحقهم من الأذى الذي يلاقونه في سبيل ذلك، فأخبرهم أنه سيثيبهم الثواب العظيم وسيضاعف لهم الأجر أضعافاً مضاعفة، وأنه لا جزاء يساوي ذلك الجزاء.
  {قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ(٢) اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ ١١} ثم أمر الله سبحانه وتعالى نبيه ÷ أن يخبر المشركين بأن الله سبحانه وتعالى قد أمره أن يخلص في عبادته له وحده، وأن لا يشرك في دينه وعبادته أحداً دونه(٣).
  {وَأُمِرْتُ لِأَنْ أَكُونَ أَوَّلَ الْمُسْلِمِينَ ١٢}(٤) وأن يخبرهم بأنه أول من آمن واستسلم وانقاد لله سبحانه وتعالى وامتثل أمره.
(١) سؤال: فِيْمَ كان الحصر في هذه الآية؟
الجواب: القصر إضافي وَرَدَ لقلب اعتقادهم أن الصبر مثل غيره من الطاعات في الجزاء الحسنة بعشر أمثالها أو بسبعين أو سبعمائة أو ... ، فجاء الحصر ليدل أنه بغير حساب.
سؤال: فضلاً ما إعراب «أجرهم»؟ وبم تعلق الجار والمجرور «بغير حساب»؟
الجواب: «أجرهم» مفعول به ثان. «بغير حساب» حال متعلق بمحذوف.
(٢) سؤال: ما محل المصدر «أن أعبد» الإعرابي؟
الجواب: محله الجر بحرف جر مقدر أي: بأن أعبد أو يكون محله النصب بنزع الخافض.
(٣) سؤال: يقال: ما فائدة الإخبار من النبي ÷ بهذا؟
الجواب: جاء الإخبار من النبي ÷ بهذا رداً على المشركين الذين كانوا يدعون أن الله تعالى أمرهم بالشرك، وكانوا ينكرون أن الله أمر النبي ÷ بإخلاص العبادة لله وحده.
(٤) سؤال: لم تظهر لنا تعدية «أمرت» باللام كما في قوله: «لأن أكون» فكيف؟ أم أنها ليست للتعدية؟ وهل المراد أنه أول المسلمين في عصره ÷ أم كيف؟
الجواب: اللام للتعليل وليست للتعدية أي: أني أمرت بعبادة الله مخلصاً لأجل أن أكون أول المسلمين. والمراد أول المسلمين في عصره أي: هو أول أمته إسلاماً.