محاضرات رمضانية في تقريب معاني الآيات القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

سورة الزمر

صفحة 637 - الجزء 3

  {قُلْ إِنِّي أَخَافُ إِنْ⁣(⁣١) عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ ١٣} وأن يخبرهم بأنه يخاف الله تعالى ويخاف عذابه وسخطه إن هو عصاه؛ لأن المشركين كانوا يتفاوضون معه بأن يعبد آلهتهم سنة ويعبدوا إلهه سنة، وكانوا يطلبون منه أن يرخص لهم في بعض الأشياء إن هو أراد أن يؤمنوا له ويصدقوا ما جاء به.

  {قُلِ اللَّهَ⁣(⁣٢) أَعْبُدُ مُخْلِصًا لَهُ دِينِي ١٤ فَاعْبُدُوا مَا شِئْتُمْ مِنْ دُونِهِ} فأمره الله تعالى أن لا يتساهل معهم في شيء مما يطلبونه منه أو يستدرجونه فيه، وأن يخبرهم بأنه لن يشرك مع الله أحداً، ولن يعبد من دونه إلهاً مهما كان، وأما هم فإن شاءوا آمنوا وإن شاءوا كفروا، فلا صلح ولا مفاوضة⁣(⁣٣).

  {قُلْ إِنَّ الْخَاسِرِينَ⁣(⁣٤) الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَلَا ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ ١٥} وأن يخبرهم بأنه لا خسارة تعادل خسارة المرء نفسه وأهله بتفريطه في معصية الله سبحانه وتعالى وتقصيره في أمور دينه.

  {لَهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ ظُلَلٌ مِنَ النَّارِ وَمِنْ تَحْتِهِمْ ظُلَلٌ} ثم أخبر الله سبحانه وتعالى عن جزاء أولئك الذين خسروا أنفسهم بأنهم في نار جهنم يعذبون بين أطباقها، فتحتهم نار وفوقهم نار.


(١) سؤال: هل لحرف الشرط «إن» في هذه الآية جواب فأين هو؟ أو لا جواب له فلِمَ؟

الجواب: لها جواب مقدر مدلول عليه بجملة: إني أخاف عذاب يوم عظيم.

(٢) سؤال: ما الوجه في تقديم المعمول هنا؟

الجواب: الوجه هو حصر عبادته لله وقصرها عليه دون غيره من المعبودات التي يعبدونها من دون الله.

(٣) سؤال: فعلامَ يُخَرَّجُ الأمر «فاعبدوا ما شئتم ...» بناءً على هذا؟

الجواب: يخرج على التهديد إن شاءوا آمنوا وإن شاءوا كفروا فأمامهم الوعيد الشديد نار جهنم، وهذا كقوله تعالى: {فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ}⁣[الكهف: ٢٩].

(٤) سؤال: ماذا يكون معنى «ال» في قوله: «الخاسرين» مما يتناسب معه ما بعده؟

الجواب: «ال» هي للاستغراق إلا أن الاستغراق يراد به الذين خسروا أنفسهم وأهليهم يوم القيامة لا نحن معاشر المسلمين.