سورة الزمر
  {لَكِنِ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ لَهُمْ غُرَفٌ مِنْ فَوْقِهَا غُرَفٌ مَبْنِيَّةٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَعْدَ اللَّهِ(١) لَا يُخْلِفُ اللَّهُ الْمِيعَادَ ٢٠} هذا وعد من الله سبحانه وتعالى بأنه أعد لمن اتقاه واجتنب ما يسخطه ويغضبه النعيم الدائم والمنازل العالية والقصور الرفيعة، وبساتين الثمار في جنات النعيم والله تعالى لا يخلف وعده.
  {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَسَلَكَهُ يَنَابِيعَ(٢) فِي الْأَرْضِ ثُمَّ يُخْرِجُ بِهِ زَرْعًا مُخْتَلِفًا أَلْوَانُهُ} يحث الله سبحانه وتعالى عباده هنا أن ينظروا في آياته وآثار
(١) سؤال: فضلاً ما فائدة الاستدراك هنا؟ وما محل جملة: «من فوقها غرف»، وجملة «تجري من تحتها الأنهار»؟ وما إعراب: «وعد الله»؟
الجواب: الاستدراك هو من قوله: {أَفَأَنْتَ تُنْقِذُ مَنْ فِي النَّارِ ١٩} أي: ليس في استطاعتك أن تنقذ الكافرين لكن في استطاعتك أن تنقذ الذين اتقوا. «من فوقها غرف» في محل رفع صفة لغرف: {تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ} في محل رفع صفة ثانية لغرف، ويصح أن تكون في محل نصب حال من غرف لتخصصها بالصفة. «وعد الله» مصدر مؤكد لمضمون الجملة.
(٢) سؤال: هل قوله: «ينابيع» مفعول ثان لـ «سلكه» فلم نفهم ذلك؟ أم أنه منصوب على نزع الخافض تقديره: في ينابيع؟ أم ماذا؟
الجواب: قد أعربوا «ينابيع» على أوجه وأقرب ما ذكروا فيها: أن سلكه مضمن معنى جعله، فيكون ينابيع مفعولاً به ثانياً، ولا مانع من جعله ظرفاً على تقدير ينابيع جمعاً لمنبع اسم مكان.
سؤال: هل يشمل قوله «ينابيع» المياه الجوفية التي تستخرج الآن بالآلات الضخمة فذلك يفيدنا أن يكون نتيجة الأمطار؟ أم يقتصر ذلك على عيون الغيول؟
الجواب: ظاهر قوله تعالى في سورة المؤمنون: {وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً بِقَدَرٍ فَأَسْكَنَّاهُ فِي الْأَرْضِ ...}[المؤمنون: ١٨]، أن المياه الجوفية كانت نتيجة لمياه الأمطار، وقد سألت الكثير من أصحاب الآبار في صعدة عن زيادة الآبار عند حصول الأمطار والسيول المتتابعة فقالوا: إنها تزيد، وآبار صعدة غير سطحية، وقال تعالى: {وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ ٢٢}[الذاريات]، والمراد برزقكم المطر، والآيات التي تتحدث عن إنزال الرزق من السماء كثيرة.