سورة الزمر
  {أَفَمَنْ شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِنْ رَبِّهِ} ثم أخبر الله سبحانه وتعالى أنه لا يستوي عنده ذلك الذي قد امتلأ قلبه بنور الإسلام(١) وانشرح صدره بالدين والهدى بسبب استجابته لدعوة الله سبحانه وتعالى ودعوة رسله هو ومن لا يزال يتخبط في ظلمات الجهل والشرك والضلال.
  {فَوَيْلٌ لِلْقَاسِيَةِ(٢) قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ أُولَئِكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ ٢٢} سيجزي الله أهل الضلال والشرك الذين لم تنفع فيهم آيات الله سبحانه وتعالى ولم تؤثر فيهم مواعظه بما يستحقون من العذاب العادل في نار جهنم.
  {اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا}(٣) أحسن الحديث هو القرآن فقد أنزله الله سبحانه وتعالى على نمط واحد في البداعة والحسن، وقد تشابهت آياته في ذلك.
(١) سؤال: لعل مرادكم أن شرح الله لصدر هذا بمعنى توفيقه وتسديده من باب: {وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى}[محمد: ١٧]؟ فهل من قرينة على أن هذا هو المراد هنا؟
الجواب: القرينة هي أن الهدى الذي بمعنى الدلالة يشترك فيه المؤمن والكافر فقد هداهم الله جميعاً وشرح الصدر، والتنوير: هو بزيادة الهدى والتوفيق والتسديد، وهذا خاص بالمؤمن بدليل: {وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَآتَاهُمْ تَقْوَاهُمْ ١٧}.
(٢) سؤال: ما إعراب: {فَوَيْلٌ لِلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ}؟
الجواب: «ويل» مبتدأ وساغ الابتداء بالنكرة لأنها موصوفة في المعنى، «للقاسية» متعلق بمحذوف خبر المبتدأ، «قلوبهم» فاعل القاسية.
سؤال: لِمَ عدّى «القاسية» بـ «من» في قوله: {مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ} مع أن الظاهر تعديته بـ «عن»؟
الجواب: عدي بـ «من» لتضمين القاسية معنى المعرضة، وهذا أولى من جعلها بمعنى «عن» أو للتعليل.
(٣) سؤال: ما إعراب «كتاباً»؟ وهل ما بعده أحوال منه أم صفات له؟ أم أحوال من «أحسن الحديث»؟
الجواب: «كتاباً» بدل من «أحسن الحديث»، وما بعده صفات له أي للكتاب، ويجوز أن يعرب «كتاباً» حالاً من أحسن الحديث، فيكون ما بعده أحوالاً من «أحسن الحديث».