محاضرات رمضانية في تقريب معاني الآيات القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

سورة الزمر

صفحة 643 - الجزء 3

  {أَفَمَنْ شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِنْ رَبِّهِ} ثم أخبر الله سبحانه وتعالى أنه لا يستوي عنده ذلك الذي قد امتلأ قلبه بنور الإسلام⁣(⁣١) وانشرح صدره بالدين والهدى بسبب استجابته لدعوة الله سبحانه وتعالى ودعوة رسله هو ومن لا يزال يتخبط في ظلمات الجهل والشرك والضلال.

  {فَوَيْلٌ لِلْقَاسِيَةِ⁣(⁣٢) قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ أُولَئِكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ ٢٢} سيجزي الله أهل الضلال والشرك الذين لم تنفع فيهم آيات الله سبحانه وتعالى ولم تؤثر فيهم مواعظه بما يستحقون من العذاب العادل في نار جهنم.

  {اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا}⁣(⁣٣) أحسن الحديث هو القرآن فقد أنزله الله سبحانه وتعالى على نمط واحد في البداعة والحسن، وقد تشابهت آياته في ذلك.


(١) سؤال: لعل مرادكم أن شرح الله لصدر هذا بمعنى توفيقه وتسديده من باب: {وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى}⁣[محمد: ١٧]؟ فهل من قرينة على أن هذا هو المراد هنا؟

الجواب: القرينة هي أن الهدى الذي بمعنى الدلالة يشترك فيه المؤمن والكافر فقد هداهم الله جميعاً وشرح الصدر، والتنوير: هو بزيادة الهدى والتوفيق والتسديد، وهذا خاص بالمؤمن بدليل: {وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَآتَاهُمْ تَقْوَاهُمْ ١٧}.

(٢) سؤال: ما إعراب: {فَوَيْلٌ لِلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ

الجواب: «ويل» مبتدأ وساغ الابتداء بالنكرة لأنها موصوفة في المعنى، «للقاسية» متعلق بمحذوف خبر المبتدأ، «قلوبهم» فاعل القاسية.

سؤال: لِمَ عدّى «القاسية» بـ «من» في قوله: {مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ} مع أن الظاهر تعديته بـ «عن»؟

الجواب: عدي بـ «من» لتضمين القاسية معنى المعرضة، وهذا أولى من جعلها بمعنى «عن» أو للتعليل.

(٣) سؤال: ما إعراب «كتاباً»؟ وهل ما بعده أحوال منه أم صفات له؟ أم أحوال من «أحسن الحديث»؟

الجواب: «كتاباً» بدل من «أحسن الحديث»، وما بعده صفات له أي للكتاب، ويجوز أن يعرب «كتاباً» حالاً من أحسن الحديث، فيكون ما بعده أحوالاً من «أحسن الحديث».