محاضرات رمضانية في تقريب معاني الآيات القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

سورة الزمر

صفحة 647 - الجزء 3

  {وَلَقَدْ ضَرَبْنَا لِلنَّاسِ فِي هَذَا الْقُرْآنِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ ٢٧} أخبر الله سبحانه وتعالى أنه قد ضرب للمشركين أنواع الأمثال، وصرف لهم الآيات فيما أنزل عليهم من القرآن، لعل ذلك يؤثر فيهم فيدخلوا في الدين والهدى، ولكنهم لم يقبلوا، وأصروا على كفرهم وتكذيبهم وتمردهم.

  {قُرْآنًا عَرَبِيًّا غَيْرَ ذِي عِوَجٍ⁣(⁣١) لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ ٢٨} ثم بين الله سبحانه وتعالى هذه الآيات التي صرفها لهم فوصفها بأنها قرآن أنزله على لسانهم وبلغتهم موضحاً لهم فيه آياته وبيناته وحججه، حتى لم يبق لهم أي عذر في التشكيك فيه أو التكذيب به؛ وكل ما أنزله عليهم من الآيات فإنما أنزله رحمة بهم.

  {ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا رَجُلًا⁣(⁣٢) فِيهِ شُرَكَاءُ مُتَشَاكِسُونَ وَرَجُلًا سَلَمًا لِرَجُلٍ هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلًا الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ ٢٩}⁣(⁣٣) ثم إن الله سبحانه وتعالى ضرب للمشركين هذا المثل الذي يبين فيه حالهم وحال المؤمنين، فشبه


(١) سؤال: ما إعراب «قرآناً»؟ وهل قوله: «عربياً» و «غير ذي عوج» وصفان له أم ماذا؟

الجواب: قرآناً: حال، وعربياً: صفة، وغير ذي عوج: صفة أيضاً.

سؤال: ما هو العوج الذي نفاه الله عن القرآن في هذه الآية؟

الجواب: لا مدخل للشك فيه ولا للعيب ولا للباطل ولا للخلاف.

(٢) سؤال: ما إعراب: «مثلاً رجلاً»؟ وكذا قوله: «مثلاً» الآخر؟

الجواب: «مثلاً» مفعول به. «رجلاً» بدل منه، ويصح أن يكونا مفعولين لضرب لتضمينه معنى جعل. «مثلاً» الآخِر: تمييز نسبة.

سؤال: هل الفائدة من تشبيه حالة المشركين توضيح أن كونهم مربوبين للأصنام ولله على حد زعمهم لا يتم ولا يصح كما لا تتم الطاعة من هذا العبد لملَّاكه المختلفين؛ أم ماذا؟

الجواب: المراد هو ما ذكرتم من عدم استواء دين الشرك ودين التوحيد.

(٣) سؤال: ما هو هذا العلم الذي نفاه الله عن أكثرهم في هذه الآية؟

الجواب: لا يعلمون أن المستحق للعبادة هو الله وحده فأشركوا به غيره؛ لشدة جهلهم.