سورة الزمر
  لهم مكاناً في جهنم خالدين فيها أبداً(١).
  {وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ ٣٣ لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ عِنْدَ رَبِّهِمْ ذَلِكَ جَزَاءُ الْمُحْسِنِينَ ٣٤} فالذي جاء بالصدق هو النبي ÷، والمصدقون به هم المؤمنون(٢)، أولهم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب #، أثنى الله سبحانه وتعالى عليهم، ووصفهم بأنهم أهل التقوى وأهل ثواب الله تعالى.
  وكان أول من آمن بالنبي ÷ هو ابن عمه علي بن أبي طالب #، فهو أول المصدقين بالنبي ÷.
  {لِيُكَفِّرَ اللَّهُ عَنْهُمْ أَسْوَأَ الَّذِي عَمِلُوا}(٣) ووعدهم الله بأنه سيكفر عنهم سيئاتهم التي عملوها جزاءً على حرصهم الشديد على تقوى الله تعالى والإيمان بما نزل من عنده، وذلك أن الإنسان مهما بلغ في تقوى الله تعالى فهو محل الخطأ والنسيان، ولا بد أن تقع منه الزلات والأخطاء(٤).
(١) سؤال: فهل يكون الاستفهام «أليس» هنا للتقرير؟
الجواب: الاستفهام لتقرير ما بعد النفي.
(٢) سؤال: ظاهر عود ضمير صدّق (الفاعل) إلى فاعل «جاء» فما الوجه في جعله عائداً إلى غيره؟
الجواب: الوجه مجيء الخبر جمعاً.
(٣) سؤال: إذا قيل بأن ظاهر الآية: {أَسْوَأَ الَّذِي عَمِلُوا} يقتضي أن يكون الذنب المكفر أسوأ من الخطأ والنسيان إذا سلمنا أن ما يحصل عن طريقهما من جملة المعاصي والسيئات وظاهر الأدلة يأبى ذلك، فكيف نجيب على ذلك؟
الجواب: قد يكون «أسوأ» بمعنى «سيئ» كقوله: {وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ}[الروم: ٢٧]، أي: هين عليه. وقد يكون على ظاهره للتفضيل، وفيه التنبيه على تكفير الأدنى بالأولى، وقد يكون المراد بالأسوأ في نظر المحسنين فإنهم يرون أنفسهم مذنبين يستعظمون الصغير ويرون التفريط في بعض النوافل ذنباً.
(٤) سؤال: ظاهر كلامكم - أيدكم الله بتأييده - أن اللام في قوله: «ليكفر» لام العاقبة، فهل هو كذلك أم لا؟
الجواب: اللام للتعليل أي: أن المحسنين عملوا لينالوا ما وعدهم به الله من تكفير السيئات والثواب العظيم.