محاضرات رمضانية في تقريب معاني الآيات القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

سورة الزمر

صفحة 650 - الجزء 3

  {وَيَجْزِيَهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ⁣(⁣١) الَّذِي كَانُوا يَعْمَلُونَ ٣٥} ووعدهم بأنه سيثيبهم على أعمالهم بأحسن الثواب وأجزله.

  {أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِنْ دُونِهِ}⁣(⁣٢) تولى الله تعالى حفظ نبيه ÷ فهو في حصن حصين وحرز منيع منكم أيها المشركون، وسيكفيه⁣(⁣٣) ربه ما تريدون من قتله.

  ثم أخبر الله سبحانه وتعالى نبيه ÷ أن المشركين يخوفونه ÷ بآلهتهم وأصنامهم ويحذرونه بأنها سوف تضره وتلحق به الأذى الشديد وتهلكه وتفعل به الأفاعيل إن هو لم يترك ذمها.

  {وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ ٣٦} فأخبر الله سبحانه وتعالى بأن هؤلاء


(١) سؤال: هل الباء في قوله: «بأحسن» على بابها أم كيف؟

الجواب: قد تكون الباء هنا للاستعانة مجازاً مثل: كتبت بالقلم، فكأن أحسن الجزاء مكيال أو ميزان فجاءت الباء على هذه الآلة المجازية ليوفيهم بها.

(٢) سؤال: ما إعراب «بكاف عبده»؟ وعلام عطفت الجملة الفعلية: «يخوفونك»؟ وهل هو مناسب عطفها؟ أم أن الواو ليست عاطفة فما معناها؟

الجواب: الباء في «بكاف» حرف جر زائد، «كاف» مجرور لفظاً منصوب محلاً خبر ليس وفاعله مستتر فيه «عبده» مفعول به والهاء مضاف إليه. «ويخوفونك» الواو للحال والجملة في محل نصب حال من «عبده»، ويمكن أن تكون الواو استئنافية والجملة بعدها مستأنفة، وأن تكون جملة الاستفهام التقريري أو الإنكاري في المعنى خبرية لا إنشائية، فيصح أن تعطف الخبرية عليها إذا وجد مصحح العطف.

(٣) سؤال: هل كفاية الله لعبده هنا خاصة بالنبي ÷ أم عامة في جميع المؤمنين؟ وما وجه ذلك؟

الجواب: الآية خاصة بالنبي ÷ وقد جاء في مواضع أخرى أن الله تعالى مولى المؤمنين وناصرهم والمدافع عنهم، وأنه معهم، وقال سبحانه: {وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ}⁣[الطلاق: ٣]، أي: كافيه، {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا ٢}⁣[الطلاق].