محاضرات رمضانية في تقريب معاني الآيات القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

سورة غافر

صفحة 5 - الجزء 4

  وقد وصف الله سبحانه وتعالى أخذه لهم بأنه في نهاية الشدة والنكال والاستئصال.

  {وَكَذَلِكَ حَقَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّهُمْ⁣(⁣١) أَصْحَابُ النَّارِ ٦} ثم أخبر الله سبحانه وتعالى نبيه ÷ أن قومه قد استوجبوا نزول العذاب بهم، ولا بد مع ذلك أن يعذبهم في نار جهنم وعداً من الله حتمه وأوجبه لا محيص عنه⁣(⁣٢).

  {الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ⁣(⁣٣) يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ(⁣٤)


(١) سؤال: ما موضع المصدر {أَنَّهُمْ أَصْحَابُ النَّارِ ٦}؟ وما السر في فتح همزة «أن»؟

الجواب: فتحت الهمزة لأنها مجرورة بلام التعليل وموضع المصدر الجر أو النصب بنزع الخافض.

(٢) سؤال: يقال: من أين نفهم أنهم استوجبوا العذاب في الدارين؟

الجواب: بعدما ذكر الله أنه أخذ قوم نوح والأحزاب من بعدهم لما كذبوا رسلهم بالعقاب قال: قد حق على قومك من العذاب مثل ما حق على المذكورين من قوم نوح والأحزاب والذي أفاد ذلك هو قوله: {وَكَذَلِكَ حَقَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ} أي: كذلك العذاب النازل بقوم نوح والأحزاب حق على قومك، فهذا يدل على عذاب الدنيا، وأما عذاب الآخرة فقوله: {أَنَّهُمْ أَصْحَابُ النَّارِ ٦}.

(٣) سؤال: إذا قيل بأن الحمل في قوله: «يحملون العرش»، وكذا ذكر الاتجاه بقوله: «من حوله» قرائن تؤكد أن العرش جسم أو بناء، فكيف نجيب على ذلك؟

الجواب: الذين يحملون العرش هم أشرف الملائكة عند الله وأقربهم إليه هذا في الجملة، وجبريل # وعزرائيل وميكائيل أيضاً المقدمون في الملائكة والمقربون إلى الله وهم من حملة العرش وقد اختار الله جبريل # واصطفاه لتبليغ الوحي إلى الرسل والأنبياء À واصطفى عزرائيل لنزع أرواح البشر و ... إلخ، فكل ملك من حملة العرش قد اختاره الله تعالى واصطفاه لعمل يتولاه في السموات والأرض، فهذا المعنى هو الذي اخترناه في تفسير العرش أي: أن العرش هو ملك الله، وحملة العرش هم الملائكة الذين ينفذون ما وكله الله إليهم من أعمال الملك العظيم، ولا مانع من القول بأن العرش بناء بناه الله في السماء ليكون قبلة للملائكة كالكعبة التي جعلها الله تعالى قبلة للناس في الأرض، أو أن يكون العرش سريراً عظيماً تحمله مجموعة من الملائكة في السماء، يتعبد الله تعالى الملائكة بالعكوف حوله كما يعتكف المسلمون حول البيت الحرام. إلا أن الذي ترجح لنا هو ما ذكرناه أولاً.

(٤) سؤال: فضلاً علام عطف قوله: «من حوله»؟ وما محل جملة «يسبحون»؟ وما معنى الباء في قوله: «بحمد ربهم»؟ وإلام يعود الضمير في قوله «به»؟

الجواب: «من حوله» معطوف على «الذين ..» وجملة «يسبحون» في محل رفع خبر المبتدأ «الذين ..» =