لكل نبي من حجة واضحة يؤيده الله سبحانه وتعالى بها تكون شاهدة على صدقه - والسلطان المبين: هو الحجة العظيمة الدالة على صدقه⁣^(⁣١) ولكنهم أعرضوا عنه ورموه بالسحر، واتهموه بالكذب والافتراء.

  {فَلَمَّا جَاءَهُمْ بِالْحَقِّ مِنْ عِنْدِنَا قَالُوا اقْتُلُوا أَبْنَاءَ الَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ وَاسْتَحْيُوا نِسَاءَهُمْ وَمَا كَيْدُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ ٢٥} كان الكهنة قد أخبروا فرعون بأنه⁣^(⁣٢) سيولد لبني إسرائيل مولود يكون هلاكه وهلاك ملكه على يديه، فمن حينها كان من ولد له مولود ذكر من بني إسرائيل فإن فرعون يأخذه ويقتله، وأما النساء فكان يتركهن ويسخرهن في القيام بأعماله.

  فلما أقبل موسى على فرعون داعياً له خاف على أهل مملكته أن يعلموا بأمره وأنه هو النبي الموعود الذي سيكون هلاك ملكه على يديه فيؤمنوا به، فأصدر أوامره بأن يستمروا في قتل أولاد بني إسرائيل ليلبس⁣^(⁣٣) على أهل مصر أن موسى ليس ذلك النبي الموعود، وليس إلا ساحراً وكذاباً، وأنه لم يحن موعد قدوم ذلك النبي الذي أخبر به الكهنة، وقد أخبر الله سبحانه وتعالى أن هذه كانت مكيدة من فرعون لئلا يؤمنوا به ويصدقوه. ومعنى «إلا في ضلال» أي: ضياع وبطلان.

(١) سؤال: فهل يكون عطفها على الآيات تفسيرياً أم كيف؟

الجواب: قد يكون من عطف الخاص على العام فقد أرسل الله موسى إلى فرعون بتسع آيات وكانت العصا واليد أعظم الآيات فيفسر السلطان المبين بهذه الآيات الواضحة العظيمة والآيات بسائرها.

(٢) سؤال: يقال: ومن أين علم الكهنة هذا الأمر؟

الجواب: علموه من يوسف # ومن علماء بني إسرائيل.

(٣) سؤال: بم يستنفع فرعون في تلبيسه هذا من قتله للأطفال؟

الجواب: سيترك أهل مصر اتباع موسى بسبب إيهام فرعون بذلك قال في آخر الآية: {وَمَا كَيْدُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ ٢٥}.