سورة غافر
  {وَقَالَ فِرْعَوْنُ ذَرُونِي أَقْتُلْ(١) مُوسَى وَلْيَدْعُ رَبَّهُ} ثم إن فرعون خاطب الملأ من قومه، وقد أخذه الكبر والتعالي، والوثوق الشديد بنفسه، وأخبرهم بأنه سيقتل موسى متحدياً لله تعالى أنه لا يستنقذه من تحت يده وقبضته.
  {إِنِّي(٢) أَخَافُ أَنْ يُبَدِّلَ دِينَكُمْ أَوْ أَنْ يُظْهِرَ فِي الْأَرْضِ الْفَسَادَ ٢٦} أراد فرعون أن يتخلص منه خوفاً على أهل مملكته أن يؤمنوا به ويصدقوه ويدخلوا في دينه.
  {وَقَالَ مُوسَى إِنِّي عُذْتُ بِرَبِّي وَرَبِّكُمْ مِنْ كُلِّ مُتَكَبِّرٍ لَا يُؤْمِنُ بِيَوْمِ الْحِسَابِ ٢٧} وعندما سمع موسى تهديد فرعون استعاذ بالله تعالى واستجار به، وأخبرهم بأنه سيجيره ويحفظه من بطش فرعون وملئه.
  {وَقَالَ رَجُلٌ مُؤْمِنٌ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمَانَهُ(٣) أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أَنْ(٤) يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ وَقَدْ جَاءَكُمْ بِالْبَيِّنَاتِ مِنْ رَبِّكُمْ وَإِنْ يَكُ كَاذِبًا فَعَلَيْهِ كَذِبُهُ وَإِنْ يَكُ صَادِقًا يُصِبْكُمْ بَعْضُ الَّذِي يَعِدُكُمْ}(٥) ثم أخبر الله سبحانه وتعالى
(١) سؤال: من فضلكم ما إعراب «أقتل» تفصيلاً؟
الجواب: «أقتل» فعل مضارع مجزوم في جواب الأمر أي: إن تذروني أقتله.
(٢) سؤال: ما الوجه في كسر همزة «إن» هنا؟ وما محل المصدر: «أن يبدل»؟
الجواب: كسرت لأنها في جواب سؤال مقدر عن العلة. «أن يبدل» في محل نصب مفعول به لـ «أخاف».
(٣) سؤال: ما محل جملة «يكتم إيمانه»؟ وما الفوائد التي نستفيدها من هذه العبارة؟ وهل هذا المؤمن هو المسمى بحزقيل؟
الجواب: «يكتم إيمانه» في محل رفع صفة لرجل، ويستفاد من هذه العبارة أنه يجوز أن يكتم المرء مذهبه إذا خاف على نفسه إن أظهره، نحو أن يضم يديه في الصلاة عند ذلك ولو كان مذهبه إرسالهما.
يذكر أهل التفسير أن اسم مؤمن آل فرعون هو حزقيل، والله أعلم.
(٤) سؤال: ما محل المصدر «أن يقول»؟
الجواب: محله الجر بلام التعليل مقدرة أو النصب بنزع الخافض.
(٥) سؤال: ما الوجه في إخباره أنه سيصيبهم بعض الذي وعدهم دون كل ما وعدهم به موسى #؟
الجواب: كان قد وعدهم موسى # بأنهم إن كذبوا ولم يؤمنوا عذبهم الله بمثل عذاب قوم نوح =