محاضرات رمضانية في تقريب معاني الآيات القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

سورة غافر

صفحة 18 - الجزء 4

  {يَاقَوْمِ لَكُمُ الْمُلْكُ الْيَوْمَ ظَاهِرِينَ فِي الْأَرْضِ فَمَنْ يَنْصُرُنَا مِنْ بَأْسِ اللَّهِ إِنْ جَاءَنَا} ثم وبخهم⁣(⁣١) على تكبرهم وتعاليهم في الأرض بما مكنهم الله سبحانه وتعالى فيه وآتاهم من الملك والقوة، وأخبرهم أن كل ما هم فيه إنما هو بيد الله تعالى، وأنه إن أراد بهم سوءاً أو أن ينزل عليهم مكروهاً فلن يستطيع أحد أن يحميهم من الله سبحانه وتعالى أو يمنعهم منه، وحذرهم أن يقعوا في ذلك الذي حذرهم منه موسى إن استمروا على كفرهم وتكذيبهم وتكبرهم.

  {قَالَ فِرْعَوْنُ مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَى⁣(⁣٢) وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّشَادِ ٢٩} فاعترض فرعون هذا الرجل المؤمن وصاح بقومه أن لا يلتفتوا إلى كلامه ونصائحه، فلا رأي إلا ما رآه هو من قتل موسى والتخلص من شره، زاعماً أنه لن يدلهم إلا على ما فيه صلاحهم ورشادهم.

  {وَقَالَ الَّذِي آمَنَ يَاقَوْمِ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ مِثْلَ يَوْمِ الْأَحْزَابِ⁣(⁣٣) ٣٠ مِثْلَ دَأْبِ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ وَالَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ وَمَا اللَّهُ يُرِيدُ ظُلْمًا لِلْعِبَادِ ٣١}⁣(⁣٤)


(١) سؤال: فضلاً من أين نستفيد هذا؟

الجواب: الذي دل على أن الكلام هذا توبيخ هو الاستفهام الدال على غفلتهم عما قد ينزل بهم، وغرورهم بما هم فيه من الملك والسلطان وسوابغ النعم {جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ ٢٥ وَزُرُوعٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ ٢٦ وَنَعْمَةٍ كَانُوا فِيهَا فَاكِهِينَ ٢٧}⁣[الدخان].

(٢) سؤال: ما الوجه في إبهامه لرأيه بقوله: «ما أرى»؟

الجواب: الوجه هو أنه قد علم بما سبق لهم من رأيه: {اقْتُلُوا أَبْنَاءَ الَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ وَاسْتَحْيُوا نِسَاءَهُمْ}⁣[غافر: ٢٥]. {ذَرُونِي أَقْتُلْ مُوسَى}⁣[غافر: ٢٦].

(٣) سؤال: فضلاً هل المراد بالأحزاب هنا قوم نوح وعاد وثمود أم لا؟ فما المراد بهم؟

الجواب: المراد بالأحزاب هنا هم قوم نوح وعاد وثمود والذين من بعدهم ودليل ذلك آية (ص) {كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَعَادٌ وَفِرْعَوْنُ ذُو الْأَوْتَادِ ١٢ وَثَمُودُ وَقَوْمُ لُوطٍ وَأَصْحَابُ الْأَيْكَةِ أُولَئِكَ الْأَحْزَابُ ١٣}.

(٤) سؤال: ما إعراب {مِثْلَ يَوْمِ الْأَحْزَابِ ٣٠ مِثْلَ دَأْبِ}؟ وما الوجه في تقديم المسند إليه في =