سورة غافر
  لا ينفعهم الهرب، فلا مفر لهم ولا مهرب حينئذ من الله.
  {وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ ٣٣} ومن حكم الله سبحانه وتعالى بضلاله وهلاكه فلن يستطيع أحد أن يهديه من بعده أبداً.
  {وَلَقَدْ جَاءَكُمْ يُوسُفُ مِنْ قَبْلُ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا زِلْتُمْ فِي شَكٍّ مِمَّا جَاءَكُمْ بِهِ} وهذا أيضاً من كلام الرجل المؤمن يعظ قومه من آل فرعون، وينصحهم بترك التعرض لموسى # وعدم قتله، ويذكرهم نبي الله يوسف # وكيف كان موقفهم منه حيث كذبوه وشككوا في نبوته.
  {حَتَّى إِذَا هَلَكَ قُلْتُمْ لَنْ يَبْعَثَ اللَّهُ مِنْ بَعْدِهِ رَسُولًا كَذَلِكَ يُضِلُّ(١) اللَّهُ مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ مُرْتَابٌ ٣٤} إلى أن توفاه الله سبحانه ثم اعتقدوا لشكهم أن الله لن يرسل إليهم بعده أي رسول وهذا هو دأب المكذبين أن يبثوا الريبة والتشكيك في آيات الله سبحانه وتعالى وأنبيائه.
  {الَّذِينَ(٢) يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ} ثم وصف المسرفين بأنهم الذين إذا سمعوا آيات الله سبحانه وتعالى فإنهم يقابلونها بالتكذيب والتشكيك في أحقيتها وصدقها عن غير دليل أو حجة أو برهان على ما يدعون، وإنما تأخذهم الحمية والعصبية والكبر إلى القول بالباطل.
  {كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ(٣) وَعِنْدَ الَّذِينَ آمَنُوا كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى كُلِّ قَلْبِ
(١) سؤال: ما المراد بالإضلال في هذه الآية؟
الجواب: الإضلال هو سلب الألطاف والتوفيق والتسديد.
(٢) سؤال: قد يقال: ما الوجه في جمعه مع أن الموصوف مفرد: {مُسْرِفٌ مُرْتَابٌ ٣٤}؟
الجواب: جمع هنا حملاً على معنى «من» فإن معناها الجمع وأفرد «مسرف مرتاب» حملاً على لفظ «من» فلفظه مفرد، ويجوز في مثل هذا أن يراعى لفظه ومعناه.
(٣) سؤال: فضلاً ما إعراب {كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ} مفصلاً؟
الجواب: «كبر» فعل ماض جيء به للذم وفاعله ضمير مستتر. «مقتاً» تمييز بين به نوع الفاعل.