محاضرات رمضانية في تقريب معاني الآيات القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

سورة غافر

صفحة 23 - الجزء 4

  ودعاهم إلى أن يتوجهوا إليها، وأن يعدوا العدة لها؛ لأنها هي الدار التي ستدوم وتبقى دائماً وأبداً.

  {مَنْ عَمِلَ سَيِّئَةً فَلَا يُجْزَى إِلَّا مِثْلَهَا وَمَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ يُرْزَقُونَ فِيهَا بِغَيْرِ حِسَابٍ ٤٠}⁣(⁣١) ولفت أنظارهم إلى ما ينتظرهم في الدار الآخرة من الجزاء على الأعمال.

  {وَيَا قَوْمِ مَا لِي أَدْعُوكُمْ إِلَى النَّجَاةِ وَتَدْعُونَنِي إِلَى النَّارِ ٤١}⁣(⁣٢) يستنكر مؤمن


(١) سؤال: الذي يظهر أن هذا المؤمن قد بلغ من المعرفة شيئاً عظيماً فمتى حصل عليها، والظاهر أن كلامه هذا في أوائل نبوة موسى #؟ أم أنها من يوسف #؟ أم كيف؟

الجواب: قد كان هذا المؤمن متعلقاً بموسى ومصاحباً له وذلك قبل خروج موسى إلى مدين بدليل إسراعه إلى تحذير موسى ونصيحته له بالخروج من مصر عند أن عزم الملأ على قتله، وقد كان موسى # من أهل الإيمان بالله ومن أهل العناية الربانية والتوفيق والتسديد.

سؤال: ما الذي يستفيده المرشد من مواعظ مؤمن آل فرعون وإرشاده هذا، وما قبله وبعده؟

الجواب: الذي يستفيده المرشد:

١ - أن يتلطف المرشد لمن يرشدهم غاية التلطف واللين.

٢ - أن يبين أنه ناصح لهم ومخلص في إرشاده لهم لا يريد إلا دلالتهم على الخير ودفع الشر عنهم والمهالك.

٣ - أن يبين لهم الدليل ويوضحه لهم غاية التوضيح فيما يدعوهم إليه أو يحذرهم منه، أي: يبين لهم بالدليل مخاطر وعواقب ما يحذرهم منه.

٤ - لا حرج على المرشد في الإقامة عند العصاة ما دام بصدد إرشادهم وتعليمهم.

٥ - لا يفتر عن بيان الحق بالحكمة والموعظة الحسنة أي: بالدلائل العقلية والنقلية مع التلطف والرفق واللين والتواضع، وليجتنب القسوة والغلظة والتبرم فإن ذلك مما ينفر عنه.

(٢) سؤال: فضلاً ما إعراب: {مَا لِي أَدْعُوكُمْ إِلَى النَّجَاةِ}؟ وما محل جملة: {تَدْعُونَنِي لِأَكْفُرَ بِاللَّهِ

الجواب: «ما» في محل رفع مبتدأ، «لي» متعلق بمحذوف خبر، «أدعوكم إلى ..» في محل نصب حال لبيان الذي يستنكره. «تدعونني لأكفر بالله» في محل نصب بدل من جملة «وتدعونني إلى النار».