سورة غافر
  {وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ ٤٦} فإذا كان موعد بعثهم فسيحاسبهم الله سبحانه وتعالى، ثم يأمر بسوقهم إلى نار جهنم التي ستكون مستقرهم ومصيرهم خالدين فيها أبداً.
  {وَإِذْ يَتَحَاجُّونَ فِي النَّارِ} ثم ذكر الله سبحانه وتعالى ما سيحصل من أهل النار من الجدل والمناقشة بين التابع والمتبوع؟
  {فَيَقُولُ الضُّعَفَاءُ لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعًا فَهَلْ أَنْتُمْ مُغْنُونَ عَنَّا نَصِيبًا مِنَ النَّارِ ٤٧}(١) فسيسأل التابعون المتبوعين ويطلبون(٢) منهم أن يأخذوا عنهم قسطاً من عذابهم مقابل ما تسببوا في إضلالهم وإغوائهم.
  {قَالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُلٌّ فِيهَا إِنَّ اللَّهَ قَدْ حَكَمَ بَيْنَ الْعِبَادِ ٤٨} فيجيبهم رؤساؤهم المتبوعون، ويخبرونهم أنهم قد استحقوها جميعاً التابعون والمتبوعون وأن هذا حكم من الله تعالى قد حكم به بين عباده وأمضاه، فلا تراجع عن حكمه ولا تغيير له ولا تبديل.
  {وَقَالَ الَّذِينَ فِي النَّارِ لِخَزَنَةِ جَهَنَّمَ ادْعُوا رَبَّكُمْ يُخَفِّفْ عَنَّا يَوْمًا مِنَ الْعَذَابِ ٤٩} ثم أخبر الله سبحانه وتعالى عن حال أهل جهنم أيضاً وهم يستغيثون ويصرخون من شدة الألم والعذاب، وكيف يتوسلون إلى الملائكة الموكلين بتعذيبهم أن يسألوا الله تعالى ويشفعوا لهم عنده أن يخفف عنهم ما هم فيه من الشدة والألم، فتجيب عليهم الخزنة بقوله: {قَالُوا أَوَ لَمْ تَكُ تَأْتِيكُمْ رُسُلُكُمْ بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا
=
الجواب: ليس ما ذكرتم مناسباً لقوله تعالى في آخر الآية: {وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ ٤٦}.
(١) سؤال: ما إعراب «نصيباً»؟ وهل هي بمعنى متحملون نصيباً عنا؟
الجواب: «نصيباً» مفعول به لـ «مغنون»، ومغنون بمعنى: دافعون أو متحملون.
(٢) سؤال: ما الوجه في وروده بالاستفهام؟
الجواب: الوجه هو ما في الاستفهام من التخجيل والتبكيت.