سورة غافر
  سبحانه وتعالى به يوم القيامة فقد انقطع الرجاء وانتهى الأمل، فلم يبق للظالمين إلا ما أعده الله تعالى لهم من العذاب في نار جهنم خالدين فيها أبداً.
  {وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْهُدَى وَأَوْرَثْنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ الْكِتَابَ ٥٣ هُدًى وَذِكْرَى لِأُولِي الْأَلْبَابِ ٥٤}(١) ثم أخبر الله سبحانه وتعالى نبيه ÷ أنه قد أرسل قبله موسى نبياً، وأنزل عليه التوراة التي فيها هدى بني إسرائيل، وطريق نجاتهم، ولكنه لم يتذكر منهم ويتعظ بها ويعمل بما فيها إلا أهل العقول والبصائر النافذة، وأما البقية والكثرة فقد أعرضوا عنها وجعلوها وراء ظهورهم.
  {فَاصْبِرْ(٢) إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ} ثم بعد أن حكى الله سبحانه وتعالى لنبيه ÷ ما جرى على موسى من قومه أمره أن يقتدي به ويصبر على أذى قريش وتكذيبهم به حتى يحين موعد نصره وتأييده وظهوره عليهم، والله لا يخلف وعده.
  {وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ(٣) وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِبْكَارِ ٥٥}(٤) وأمره أيضاً أن يداوم على التوبة والاستغفار والتسبيح لله تعالى والتحميد له في جميع أوقات الليل والنهار، وأن يشغل جميع أوقاته بطاعة الله سبحانه وتعالى.
(١) سؤال: ما المقصود بوراثة بني إسرائيل للكتاب؟ وما إعراب «هدى وذكرى»؟
الجواب: أورث الله بني إسرائيل الكتاب أي: تركه فيهم بعد موسى. «هدى وذكرى» مفعول من أجله، أو حال أي: هادياً ومذكراً.
(٢) سؤال: ما معنى الفاء هنا؟
الجواب: الفاء هي الفصيحة أي: أنها في جواب شرط مقدر.
(٣) سؤال: هل اللام هنا على بابها أم أنها بمعنى «من»؟
الجواب: اللام للتعليل أي: لأجل ذنوبهم، فالمصدر في قوله: «لذنبك» مضاف إلى المفعول أي: للذنب الصادر منهم إليك، أما النبي ÷ فقد غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر.
(٤) سؤال: ما علاقة الاستغفار والتسبيح والتحميد بما كان عليه النبي ÷ من الأذية من قومه؟
الجواب: العلاقة هي كون ذكر الله تعالى يعين على الصبر ويطمئن القلب: {أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ ٢٨}[الرعد].