محاضرات رمضانية في تقريب معاني الآيات القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

سورة غافر

صفحة 31 - الجزء 4

  فالمؤمن يبصر الحق والهدى بما جعل الله سبحانه وتعالى له من النور، بينما الكافر لا يبصر شيئاً فهو يتخبط في ظلمات الشرك والجهل لا يهتدي إلى طريق الحق.

  {وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَلَا الْمُسِيءُ قَلِيلًا مَا تَتَذَكَّرُونَ ٥٨}⁣(⁣١) وكذلك لا يستوي عند الله سبحانه وتعالى الرجل الذي يعمل الأعمال الصالحة هو وذلك الذي كفر بالله سبحانه وتعالى وعمل المعاصي والفواحش، فلا بد أن يقع التمييز بينهم، وأن يلقى كل واحد منهم جزاء عمله.

  {إِنَّ السَّاعَةَ لَآتِيَةٌ لَا رَيْبَ فِيهَا وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يُؤْمِنُونَ ٥٩} فلا يستوي المؤمن والكافر عند الله سبحانه وتعالى، ولا بد أن يكون هناك حياة غير هذه الحياة ليجزي الله المسيء على إساءته⁣(⁣٢)، ويثيب المحسن على عمله وإحسانه؛ فلو لم يكن هناك بعث ولا حساب لكان خلقه لهم وتكليفهم عبثاً، ولكان ظالماً إذ مكن ذلك الظالم بما أعطاه من أسباب القوة والجبروت، فعلمنا أنه لا بد أن يكون هناك دار غير هذه الدار ينتصف فيها المظلوم من ظالمه، وينال فيها المحسن جزاء عمله وإحسانه.


(١) سؤال: ما الوجه في دخول «لا» على «المسيء» دون «والذين آمنوا وعملوا»؟ وما إعراب: «قليلاً ما تتذكرون»؟

الجواب: الوجه في دخول «لا» على المسيء هو التأكيد على عدم مساواته للذين آمنوا وعملوا الصالحات لأنه هو الذي يدعي المشركون مساواته للذين آمنوا وعملوا الصالحات. «قليلاً» مفعول مطلق أو ظرف زمان أي: تذكراً قليلاً أو زمناً قليلاً، وناصبه «تتذكرون»، و «ما» صلة وتأكيد للقلة.

(٢) سؤال: هل تقصدون أن قوله: {إِنَّ السَّاعَةَ لَآتِيَةٌ لَا رَيْبَ فِيهَا} جواب لسؤال مقدر مما قبله أم كيف؟

الجواب: بل الجملة هذه مستأنفة لبيان وتقرير ما ينكره المشركون من البعث استئنافاً نحوياً.