سورة غافر
  بسبب ذلك نار جهنم خالدين فيها أبداً. ومعنى «بئس»: ما أسوأ مثواهم ومنزلهم الذي سيدخلونه، وما أفضعه وأبشعه.
  {فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ} فما عليك إلا أن تصبر يا محمد فلا بد أن يهلكهم الله سبحانه وتعالى وينصرك عليهم، وهذه السورة نزلت على النبي ÷ في مكة، وهو مع أصحابه في ذلة وقلة وضعف يلقون صنوف الأذى والتعذيب من المشركين، ولم يكن مع النبي ÷ إلا عمه أبو طالب يحميه، ويدفع عنه أذاهم وشرهم؛ فأنزل الله سبحانه وتعالى عليه هذه الآية يصبره ويشد عزيمته.
  {فَإِمَّا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِلَيْنَا(١) يُرْجَعُونَ ٧٧} فاصبر يا محمد فلا بد أن نعذبهم سواءً رأيت تعذيبهم أم توفاك الله قبل رؤيته فاطمئن إلى صدق وعد الله.
  {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلًا مِنْ قَبْلِكَ مِنْهُمْ مَنْ قَصَصْنَا(٢) عَلَيْكَ وَمِنْهُمْ مَنْ لَمْ نَقْصُصْ عَلَيْكَ} ثم أخبر الله سبحانه وتعالى نبيه ÷ بأنه قد أرسل قبله رسلاً كثيرين، فبعضهم قد ذكرهم له في القرآن، وبعض آخر لم يذكرهم الله تعالى في القرآن.
  {وَمَا كَانَ لِرَسُولٍ أَنْ يَأْتِيَ بِآيَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ} ثم أخبر الله سبحانه وتعالى أنه لا ينبغي ولا يتأتى لرسول أو نبي من أنبياء الله تعالى أن يأتي قومه بأي آية من آيات الله تعالى إلا عندما يأذن الله سبحانه وتعالى له في ذلك وعلى حسب ما تقتضيه الحكمة والمصلحة، وذلك أن النبي ÷ كان يرجو من الله سبحانه وتعالى أن ينزل عليه آية تجعلهم يؤمنون بناءً على ما كانوا يطلبون منه ويَعِدُونه أنه إذا جاءهم
(١) سؤال: فضلاً ما إعراب «فإما نرينك»؟ وما هي الفاء في قوله: «فإلينا»؟
الجواب: «فإما»: «إن» شرطية أدغمت في «ما»، و «ما» صلة، أي: زائدة للتوكيد. «نرينك» مضارع مبني على الفتح في محل جزم بـ «إن» الشرطية. «فإلينا» الفاء سببية رابطة أي: واقعة في جواب الشرط.
(٢) سؤال: ما الوجه في حذف مفعول «قصصنا» في هذه الآية؟
الجواب: يجوز حذف عائد الموصول إذا كان منصوباً للتخفيف قياساً.