محاضرات رمضانية في تقريب معاني الآيات القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

سورة فصلت

صفحة 50 - الجزء 4

  وهي هذه النجوم الساطعة التي نراها فوقنا، سخرها لحفظ السماء وحراستها من استراق الشياطين للسمع من السماء.

  {فَإِنْ أَعْرَضُوا فَقُلْ أَنْذَرْتُكُمْ صَاعِقَةً مِثْلَ صَاعِقَةِ⁣(⁣١) عَادٍ وَثَمُودَ ١٣ إِذْ جَاءَتْهُمُ الرُّسُلُ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّهَ}⁣(⁣٢) فإن أعرضوا عن آيات الله سبحانه وتعالى وتمردوا ورفضوا سماعها فأخبرهم يا محمد بأن الله تعالى سوف يعذبهم ويهلكهم مثل ما عذب عاداً وثمود من قبلهم لما جاءتهم الأنبياء متكررة في سائر الأزمان تدعوهم إلى عبادة الله وحده وترك ما سواه.

  {قَالُوا لَوْ شَاءَ رَبُّنَا لَأَنْزَلَ مَلَائِكَةً فَإِنَّا بِمَا أُرْسِلْتُمْ بِهِ كَافِرُونَ ١٤} فكان هذا هو رد قوم عاد وثمود على رسلهم، فقد كذبوهم زاعمين أن الله سبحانه وتعالى لو أراد أن يرسل رسولاً لأنزل إليهم ملكاً من ملائكته، ولما أرسل إليهم بشراً من جنسهم.

  {فَأَمَّا عَادٌ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ} ثم أخبر الله سبحانه وتعالى عن حال قوم عاد مع نبيهم هود #، فعندما أرسله الله سبحانه وتعالى إليهم استكبروا عليه وتمردوا عن قبول دعوته عناداً وتمرداً لا عن دليل أو حجة، وإنما تعصباً لشركهم وباطلهم.

  {وَقَالُوا مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً} وقد اغتروا بأنفسهم وبما معهم من القوة التي أعطاهم الله سبحانه وتعالى، فظنوا أن شيئاً لن يستطيع أن يؤثر فيهم أو يهزمهم أو يغلبهم.


(١) سؤال: يقال: كيف ذكر الله أن عاداً في هذه الآية أهلكوا بالصاعقة، والمعلوم أنهم أهلكوا بالريح الشديدة كما في آية (١٦)؟

الجواب: الصاعقة استعارة عن العذاب الذي أهلك الله به عاداً وثمود والعلاقة المشابهة والقرينة ما علم من أن عاداً أهلكوا بريح صرصر عاتية سخرها عليهم سبع ليال وثمانية أيام حسوماً.

(٢) سؤال: ما العامل في «إذ» هنا في قوله: «إذ جاءتهم»؟ وما إعراب «ألا تعبدوا إلا الله»؟

الجواب: «إذ» متعلقة بصاعقة عاد وثمود. «أن» المدغمة في «لا» الناهية هي مفسرة لتقدم ما يدل على القول دون حروفه وهو قوله: «جاءتهم الرسل». «تعبدوا» مضارع مجزوم بـ «لا» الناهية.