سورة فصلت
  والهون: هو الهوان والخزي، أو المهين لمستحقيه وقد نجّى الله سبحانه وتعالى صالحاً ومن معه من المؤمنين، وكذلك هوداً ومن آمن معه فقد نجاهم الله تعالى من الريح الصرصر.
  {وَيَوْمَ(١) يُحْشَرُ أَعْدَاءُ اللَّهِ إِلَى النَّارِ فَهُمْ يُوزَعُونَ ١٩}(٢) واذكروا أيها الناس ذلك اليوم في ساحة المحشر عندما يجمع الله سبحانه وتعالى المكذبين والعصاة جميعاً ثم يأمر زبانية جهنم بأن يسوقوهم إليها سحباً على وجوههم، وهم مقيدون بالأغلال والسلاسل. ومعنى «فهم يوزعون»: يوقف أوائلهم حتى يلحق أواخرهم.
  {حَتَّى إِذَا مَا جَاءُوهَا(٣) شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ وَأَبْصَارُهُمْ وَجُلُودُهُمْ(٤) بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ٢٠} فلا يكون لهم سبيل إلى التكذيب والإنكار، فإن هم أنكروا شيئاً من سيئاتهم فستشهد عليهم حواسهم وجوارحهم وجلودهم بما عملوا من السيئات.
(١) سؤال: ما هو العامل في هذا الاسم؟
الجواب: العامل فيه فعل مقدر أي: واذكر يوم يحشر.
(٢) سؤال: ما أصل كلمة «يوزعون»؟ ومم أخذت؟ وما علاقة ذكره في التهديد أو التذكير بيوم الحشر؟
الجواب: في المختار: وزعه يزعه وزعاً مثل: وضعه يضعه وضعاً، أي: كفه فاتزع، أي: كف، وأوزعه بالشيء: أغراه به، واستوزعت الله شكره فأوزعني: أي استلهمته فألهمني. وقال الحسن: لا بد للناس من وازع يزعهم أي: من سلطان يكفهم. اهـ وذكر في الحشر لأجل المعنى، فإن ذلك مما يزيد في هيبة ذلك اليوم وعظمته وشدته وكثرة الازدحام فيه ليحذره العقلاء.
(٣) سؤال: فضلاً ما إعراب: {حَتَّى إِذَا مَا جَاءُوهَا}؟
الجواب: «حتى» ابتدائية. «إذا» ظرف خافض لشرطه منصوب بجزائه، «ما» صلة، «جاءوها» جملة الشرط.
(٤) سؤال: ما صحة ما يقال: إن الله سبحانه كنى بالجلود عن الفروج؟
الجواب: لا يبعد صحة ذلك فشهادة الجلد هي على الزنا، والجلود تشارك الفرج في الزنا لأن الزاني يباشر الزانية بجلده مع فرجه.