سورة فصلت
  أيديهم وأرجلهم وأعينهم.
  {وَلَكِنْ ظَنَنْتُمْ أَنَّ اللَّهَ لَا يَعْلَمُ كَثِيرًا مِمَّا تَعْمَلُونَ ٢٢} فكنتم تمارسون المعاصي والمنكرات غافلين(١) عن اطلاع الله سبحانه وتعالى عليكم، وإحصائه لجميع أعمالكم ومعاصيكم.
  {وَذَلِكُمْ ظَنُّكُمُ(٢) الَّذِي ظَنَنْتُمْ بِرَبِّكُمْ أَرْدَاكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ مِنَ الْخَاسِرِينَ ٢٣} فظنكم ذلك الذي كنتم تظنونه على الله تعالى هو الذي أرداكم وأوصلكم إلى ما وصلتم إليه اليوم.
  {فَإِنْ يَصْبِرُوا فَالنَّارُ مَثْوًى لَهُمْ وَإِنْ يَسْتَعْتِبُوا فَمَا هُمْ مِنَ الْمُعْتَبِينَ ٢٤}(٣) الإنسان لا يصبر على شيء إلا لما يكون عنده من الأمل بالفرج بعد الشدة، فأما هؤلاء فإن صبرهم ذلك لن يجديهم، ومهما صبروا فلن يكون هناك أمل بالعودة، فسواء عليهم صبروا أم لم يصبروا.
  وكذلك لن تنفعهم الأعذار عند الله سبحانه وتعالى، فمهما قدموا من الأعذار
(١) سؤال: يقال: قد يعمل العاصي السيئات وهو يعلم أن الله مطلع عليه فكيف مع ظاهر الآية؟
الجواب: الآية نزلت في المشركين الجاهلين بالله.
(٢) سؤال: هل هذا خبر «ذلكم» فلم تتم الفائدة؟ أم لا فأين الخبر؟ وما إعراب: «أرداكم»؟
الجواب: يجوز أن يكون «ظنكم» الخبر وتتم به الفائدة فإن «ذلكم» إشارة إلى ما حكم الله به عليهم من الجزاء أي: ذلكم الذي وقعتم فيه هو ظنكم أي عاقبة ظنكم وجزاؤه. «أرداكم» خبر ثان، أو يكون «ظنكم» بدلاً من «ذلكم» و «أرداكم» الخبر.
(٣) سؤال: من فضلكم فصلوا معنى: {وَإِنْ يَسْتَعْتِبُوا فَمَا هُمْ مِنَ الْمُعْتَبِينَ ٢٤} بالنسبة إلى أصل معنى مفرداتها وتركيبها؟
الجواب: الأصل «عَتَبَ» وبابه نصَر وطرِب، يعتب عَتَباً وعَتْباً، عتب عليه بمعنى: وجِد عليه وغضب عليه مع الإذلال، ولا زلنا نستعمل هذا اللفظ إلى اليوم. وأعتبه بمعنى: سرَّه، واستعتبه بمعنى: استرضاه، أي: طلب رضاه. اهـ من المختار. [وقد تقدم هذا الكلام في جواب سؤال على الآية (٨٤) من سورة النحل].