سورة فصلت
  فلن تقبل منهم.
  {وَقَيَّضْنَا لَهُمْ قُرَنَاءَ فَزَيَّنُوا لَهُمْ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ} ثم أخبر الله سبحانه وتعالى عن حالهم في الدنيا بأنه قد خلى بين عباده(١)، ولم يمنع أحداً من أحد، فقد خلى بين المؤمن والكافر، وأعطاهم القوة والتمكين جميعاً، وقد ترك كلاً منهم يمارس ما أراد من الإضلال والإغواء والتزيين، ووكل كلاً إلى اختياره ومشيئته، وهذا هو الذي اقتضته الحكمة ليرتب على ذلك الجزاء.
  والقرناء: هم شياطين الإنس والجن.
  ومعنى «ما بين أيديهم وما خلفهم»: أعمالهم السيئة التي يعملونها والتي سيعملونها مستقبلاً.
  {وَحَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِمْ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ إِنَّهُمْ كَانُوا خَاسِرِينَ ٢٥} وحق على أولئك المشركين أهل الضلال والكفر من أهل مكة عذاب الله تعالى مع(٢) جملة أمم كثيرة من قبلهم كانوا يعملون مثل أعمالهم.
  {وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَسْمَعُوا لِهَذَا الْقُرْآنِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ ٢٦} كان المشركون يصدون الناس عن الهدى وعن الذهاب إلى النبي ÷ والسماع إليه، ويمنعون الناس منه ويقفون في الطرق يحذرون كل من أراد الذهاب إلى مكة من الاستماع له أو القرب منه، وكانوا يتواصون بالتخليط على النبي ÷ إذا قرأ القرآن برفع أصواتهم باللغو والباطل حتى لا يسمع الناس ما يقول.
  {فَلَنُذِيقَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا عَذَابًا شَدِيدًا وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَسْوَأَ الَّذِي كَانُوا
(١) سؤال: فضلاً ما الدليل على أن التقييض بمعنى التخلية؟
الجواب: الدليل هو ما تقرر في علم الكلام من أن الله تعالى لا يفعل القبيح ولا يشاؤه ولا يريده.
(٢) سؤال: فما يكون معنى «في» في قوله: «في أمم»؟
الجواب: التفسير هو على المعنى، ومعنى «في» هنا هو الظرفية، وهي مع مدخولها في محل نصب على الحال أي: حال كونهم في جملة أمم.