محاضرات رمضانية في تقريب معاني الآيات القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

سورة فصلت

صفحة 58 - الجزء 4

  {وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ ٣٣}⁣(⁣١) ثم أخبر الله سبحانه وتعالى عن أفضل الأعمال وأحسن الأقوال وهو الدعوة إلى الله تعالى وإلى عبادته وتوحيده، ولكن بشرط أن يكون الداعي مع ذلك يعمل الأعمال الصالحة، ويتجنب كل ما يغضبه أو يوجب سخطه، وأن يكون مستسلماً لله تعالى وخاضعاً لأوامره.

  {وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ⁣(⁣٢) بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ ٣٤} لا تستوي الكلمة الحسنة الطيبة والكلمة السيئة الخبيثة، فالذي ينبغي للمؤمن إذا وجه إليه شخص كلمة سيئة أن يقابلها بالكلمة الطيبة والحسنة، فلا يجرح أحداً أو يسوءه أو يلحق به أي مكروه. يرشد الله سبحانه وتعالى نبيه ÷ والمؤمنين بذلك لئلا ينفروا الناس عن الدين وعن الإسلام، فعسى أن يهتدي ذلك المسيء يوماً من الأيام.

  وقوله {أَحْسَنُ}: إرشاد إلى انتقاء أحسن الكلام وأطيبه ليقابل به الكلمة السيئة والخبيثة.


(١) سؤال: كيف يفهم إخواننا المرشدون أنهم داخلون في مديحة هذه الآية بموجب ما يقومون به الآن من إرشاد للناس والسعي في هدايتهم؟

الجواب: الإرشاد ودعوة الناس إلى الدين ونشر الهدى والعلم هو عمل الأنبياء À، وهذه الآية الكريمة عامة يدخل في عمومها كل من دعا إلى الله وإلى الدين الحق وعلم الناس الخير، ويتمثل ذلك في المرشدين في هذا الزمان، فهم أهل هذه الآية اليوم وأهل فضلها وثنائها لا يشاركهم فيها إلا من عمل مثل عملهم.

(٢) سؤال: من فضلكم من أين نفهم أن هذا التوجيه الإلهي للدعاة والمرشدين؟

الجواب: هذا التوجيه هو للدعاة إلى الله وللمرشدين بدليل ورود هذه الآية عقيب تلك الآية: {وَمَنْ أَحْسَنُ ...} يبين الله تعالى للدعاة والمرشدين كيف يتعاملون مع من أساء إليهم وكيف يكون ردهم على من يؤذيهم بالسب والشتم والكلام الفاحش.