سورة فصلت
  وكذلك يرشدهم إلى حسن المعاملة حتى مع أعدائهم، فيعاملونهم معاملة الصديق(١) القريب من القلب.
  {وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ ٣٥} لا يوفق لرد الكلمة الخبيثة بالكلمة الطيبة إلا أهل الصبر القوي وأهل الحظ العظيم.
  {وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ٣٦} يرشد الله سبحانه وتعالى عباده إلى معالم دينهم، وكيفية التعامل مع الآخرين، ويؤكد عليهم الأدب في الكلام، فينبغي للمؤمن إذا تكلم عليه أحد وأساء في الكلام حتى أثار غضبه أن يستعيذ بالله سبحانه وتعالى فتلك من نزغات الشيطان، وليذكر الله سبحانه وتعالى عند ذلك ويدعوه بأن يصرف عنه نزغات الشياطين، وسيصرف الله عنه ذلك.
  ومعنى «نزغات الشيطان»: النزغ هو النخس والغرز بنحو العود في جسم الحيوان ليهيجه.
  {وَمِنْ آيَاتِهِ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ} ثم ينبه الله سبحانه وتعالى عباده على النظر والتفكر في آيات قدرته وعلمه وحكمته، فحثهم على النظر في آية(٢) الليل والنهار والشمس والقمر فإنها من آياته العظيمة الدالة عليه، وعلى ربوبيته وعظمته وقدرته لمن نظر فيها وتأمل.
(١) سؤال: قد يقول بعض المرشدين كيف نعمل بهذا مع أمر الله سبحانه بالغلظة على الكفار والمنافقين والعبوس في وجه الفاسقين فما الجواب عليهم؟
الجواب: الغلظة هي على من بلغته الحجة وعرف الحق ثم تمرد وأصر على الكيد للحق والمحقين وجرد نفسه لذلك، أما من لم يكن كما ذكرنا فالواجب هو استصلاحه بالإحسان والخلق الحسن، وبالوعظ والإرشاد والرفق، فقد جبلت القلوب على حب من أحسن إليها.
(٢) سؤال: فضلاً ما المنظور إليه من آية الليل والنهار؟
الجواب: المنظور إليه هو أولاً حدوثهما وتعاقبهما وتداخلهما فإذا نقص النهار دخل نقصانه في الليل وهكذا العكس، ثم ما جعل الله تعالى فيهما من المنافع العظيمة والنعم الجسيمة على عباده.