سورة الزخرف
  إليهم، وإنما تقوَّلوا ذلك افتراءً وكذباً من عند أنفسهم.
  {أَمْ آتَيْنَاهُمْ كِتَابًا مِنْ قَبْلِهِ فَهُمْ بِهِ مُسْتَمْسِكُونَ ٢١} فهل أنزل الله سبحانه وتعالى عليهم كتاباً قبل القرآن يأمرهم بما يدعون حتى يصروا هذا الإصرار على شركهم وباطلهم وادعاءاتهم هذه.
  {بَلْ قَالُوا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ(١) وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِمْ مُهْتَدُونَ ٢٢} فلا كتاب أنزل عليهم، ولا نبي أرسل إليهم، وإنما قالوا ذلك تعصباً لدين آبائهم ولما ألفوه من عاداتهم. ومعنى «على أمة»: على دين، مأخوذة من الأم وهو القصد.
  {وَكَذَلِكَ(٢) مَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَذِيرٍ إِلَّا قَالَ مُتْرَفُوهَا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِمْ مُقْتَدُونَ ٢٣} كان المكذبون بالأنبياء السابقين جميعاً يقولون مثل قول قومك يا محمد، وكانوا يتمردون على أنبيائهم، ويتعصبون لدين آبائهم وأجدادهم عن غير دليل أو حجة أو برهان.
  {قَالَ أَوَلَوْ جِئْتُكُمْ بِأَهْدَى(٣) مِمَّا وَجَدْتُمْ عَلَيْهِ آبَاءَكُمْ} يخاطب النبيُ ÷ قومَه ويستنكر عليهم إصرارهم على دين آبائهم على الرغم من أنه قد جاءهم بأفضل وأحسن وأهدى من دينهم ودين آبائهم.
(١) سؤال: لو تكلمتم على معنى «أمة» وهل هو من باب الحقيقة أو المجاز لكان مناسباً؟
الجواب: الأمة واحد الأمم أي أن الأمة مفرد وجمعها أمم، والأمة: الجماعة من الناس، والأمة: الدين. من شمس العلوم لنشوان. وعلى هذا فالأمة لفظة مشتركة بين عدة معان.
(٢) سؤال: فضلاً ما تقدير «كذلك» ومعناها؟
الجواب: «كذلك» متعلق بمحذوف خبر لمبتدأ محذوف والتقدير: والأمر كذلك أي: أنهم عجزوا عن إقامة حجة على كفرهم وشركهم والأمر كذلك في كل الأمم المكذبين بالرسل يبررون شركهم وكفرهم بتقليد آبائهم.
(٣) سؤال: لو تفضلتم بتفصيل إعراب: «أو لو جئتكم بأهدى»؟
الجواب: الهمزة للاستفهام الإنكاري وهي داخلة على مقدر أي: أتقولون ذلك ولو جئتكم وعلى ذلك فالواو حالية والجملة «لو جئتكم» في محل نصب حال من فاعل تقولون المقدر.