سورة الزخرف
  {قَالُوا إِنَّا بِمَا أُرْسِلْتُمْ بِهِ كَافِرُونَ ٢٤}(١) فكان هذا هو جواب كل المكذبين بأنبيائهم من الأولين والآخرين، فكانوا يصرون على كفرهم تمرداً واستكباراً مع معرفتهم(٢) بصدق ما جاءوا به، وأن ما جاءوا به هو الحق والهدى.
  {فَانْتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ ٢٥} فكان عاقبة تكذيبهم أن دمرهم الله سبحانه وتعالى وعذبهم واستأصلهم، فانظروا أيها الناس واعتبروا بعاقبة تلك الأمم كيف كانت عندما كذبوا بأنبيائهم وتمردوا عليهم.
  {وَإِذْ(٣) قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ إِنَّنِي بَرَاءٌ(٤) مِمَّا تَعْبُدُونَ ٢٦ إِلَّا الَّذِي فَطَرَنِي فَإِنَّهُ سَيَهْدِينِ ٢٧}(٥) ثم أوحى الله سبحانه وتعالى إلى نبيه ÷ بما كان من إبراهيم # مع قومه، لما في ذلك من العظات والعبر، وذلك أن إبراهيم # قد وقف وحيداً في وجه أهله وقومه وآلهتهم، وأعلن بينهم كفره بدينهم وآلهتهم
(١) سؤال: فضلاً ما وجه جمع الضمير في قوله: {بِمَا أُرْسِلْتُمْ بِهِ} مع أن المخاطب لهم واحد وهو النبي ÷؟
الجواب: وجه جمع الضمير أن جواب المكذبين للرسل وجواب قريش واحد كما حكاه الله عنهم هنا فجمع بناءً على أنه جواب من قريش ومن المكذبين بالرسل.
(٢) سؤال: من أين نستوحي هذا من الآية؟
الجواب: استوحي ذلك من الآية التي بعدها {فَانْتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ ٢٥} والله تعالى لا ينتقم ولا يعذب إلا بعد أن يتبين لهم الحق ويعرفوه.
(٣) سؤال: ما هو العامل في «إذ» هنا إن كانت الظرفية؟
الجواب: «إذ» مفعول به لـ «اذكر» محذوفاً وليست ظرفية.
(٤) سؤال: ما نوع اسمية «براء» ولم لم يقل «بريء»؟
الجواب: «بَراءٌ» مصدر وصف به للمبالغة، كقولنا: «زيد عدل».
(٥) سؤال: هل يفهم من الآية أنهم كانوا يعتقدون الألوهية لله سبحانه وتعالى إلا أنهم أشركوا معه غيره؟
الجواب: نعم يفهم ذلك من الآية فالاستثناء يفيد ذلك.