سورة الزخرف
  معتمداً على الله سبحانه وتعالى، ومتوكلاً عليه، غير مبال بهم ولا بجبروتهم، وأعلن أنه مؤمن بإله واحد هو الله سبحانه وتعالى الذي خلقه وخلق كل شيء؛ واثقاً منه بأنه سيدله على طريق الخير والهدى والسعادة.
  {وَجَعَلَهَا(١) كَلِمَةً بَاقِيَةً فِي عَقِبِهِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ ٢٨} وقد أوصى إبراهيم ذريته من بعده، فأوصى إسحاق وإسماعيل ويعقوب بالتوحيد وإخلاص العبادة لله سبحانه وتعالى وحده لا شريك له، وكان كل نبي من ذريته يوصي من بعده بهذه الوصية، وقد جعل الله سبحانه وتعالى الأنبياء من عقبه.
  {بَلْ(٢) مَتَّعْتُ هَؤُلَاءِ وَآبَاءَهُمْ حَتَّى جَاءَهُمُ الْحَقُّ وَرَسُولٌ مُبِينٌ ٢٩} ثم أخبر الله سبحانه وتعالى نبيه ÷ بأنه قد متع المشركين من قومه وآباءهم من قبلهم، ولم يؤاخذهم ويعذبهم بذنوبهم، مع أنهم قد استحقوا نزول العذاب بهم، فتركهم يتمتعون في غيهم وشركهم وباطلهم، وتأنى بهم إلى أن أرسله إليهم ليرشدهم ويبين لهم طريق نجاتهم وهداهم، وهذا من رحمته بهم وشفقته عليهم.
  {وَلَمَّا جَاءَهُمُ الْحَقُّ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ وَإِنَّا بِهِ كَافِرُونَ ٣٠} فلما أرسل الله سبحانه وتعالى إليهم نبيه ÷ كفروا به وكذبوه وتمردوا عليه.
  {وَقَالُوا لَوْلَا(٣) نُزِّلَ هَذَا الْقُرْءانُ عَلَى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ ٣١} وعندما
(١) سؤال: هل ضمير التأنيث في قوله: «جعلها» يعود إلى كلمة التبري من إبراهيم المأخوذ من السياق؟
الجواب: نعم الضمير يعود إلى كلمة التبري من كل معبود سوى الله والتي هي كلمة الإخلاص أي: إثبات الإلهية لله ونفيها عمن سواه.
(٢) سؤال: عَمَّ وقع الإضراب في أول الآية «بل متعت ..»؟
الجواب: كأنه قال: وجعلها كلمة باقية في عقبه فأعرضوا وكذبوا أي: عقبه قريش وغيرهم فلم يؤاخذهم بالعقوبة والنقمة بل متعت هؤلاء ... إلخ.
(٣) سؤال: فضلاً هل يصح أن تحمل «لولا» هنا على التحضيض بمعنى: هلا نزل هذا القرآن؟
الجواب: «لولا» للتحضيض، والتفسير مبني على المعنى الذي اقترحته قريش.