محاضرات رمضانية في تقريب معاني الآيات القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

سورة الزخرف

صفحة 117 - الجزء 4

  على الحق والهدى حتى ولو لم يتبعك أحد، وعسى أن يهتدي بهداك غيرهم.

  {وَإِنَّهُ⁣(⁣١) لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ ٤٤} ثم أخبر الله سبحانه وتعالى نبيه ÷ بأن هذا القرآن الذي أوحى به إليه رفعة وشرف له ولقومه⁣(⁣٢)، وسوف يسأل الله سبحانه وتعالى قومه عن نعمة القرآن التي جعلها الله تعالى سبباً لشرف الدنيا والآخرة وعز الدنيا والآخرة لمن آمن وعمل صالحاً، وسوف يحاسب الله المشركين بسبب مقابلتهم لنعمة رسالة الله تعالى بالكفران.

  {وَاسْأَلْ مَنْ أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رُسُلِنَا أَجَعَلْنَا مِنْ دُونِ الرَّحْمَنِ آلِهَةً يُعْبَدُونَ ٤٥} ثم أخبر الله سبحانه وتعالى أن دين الشرك الذي يفتريه المشركون، والتشريعات التي يبتدعونها لم يأت بها نبي من الأنبياء، وإنما افتروها من عند أنفسهم وعبدوا أصنامهم تعصباً لعادة آبائهم.


(١) سؤال: هل يعود الضمير هذا إلى قوله: «الذي أوحي إليك»؟ أم ماذا؟

الجواب: نعم يعود إلى «الذي أوحي إليك».

(٢) سؤال: من أي ناحية كان القرآن شرفاً لقوم النبي ÷؟ وهل استعمال لفظة «ذكر» في الشرف حقيقة أم مجاز؟ ومن أي أنواع القسمين؟ وهل المراد بقوم النبي مشركو مكة أم تشمل أمة النبي ÷ إلى نهاية التكليف؟

الجواب: الذكر هو الصيت والشرف، وهو في هذا مجاز لا حقيقة أفاد ذلك الزمخشري في أساس البلاغة، وهو من المجاز المرسل أي: من المطلق الذي يراد به المقيد حيث استعمل مطلق الذكر في الذكر الحسن.

ويحصل الشرف من ناحية الإيمان والقرب من الله كما قال تعالى: {وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ ١٠ أُولَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ ١١}⁣[الواقعة]، «لا يذل من واليت ولا يعز من عاديت» والمراد قريش (مشركو مكة) حيث أن الله تعالى أمر نبيه ÷ أن ينذر عشيرته الأقربين وأهل مكة مثل غيرهم من الناس فلو أنهم آمنوا واتبعوا النبي ÷ والنور الذي أنزل إليهم لسبقوا الناس في الفضل والشرف ولم يلحقهم لاحق إلى يوم القيامة.