سورة الزخرف
  من الكفر والتكبر على الله تعالى.
  {وَقَالُوا يَاأَيُّهَا السَّاحِرُ ادْعُ لَنَا رَبَّكَ بِمَا عَهِدَ عِنْدَكَ(١) إِنَّنَا لَمُهْتَدُونَ ٤٩ فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُمُ الْعَذَابَ إِذَا هُمْ يَنْكُثُونَ ٥٠} ولكنهم وعلى الرغم مما نزل بهم من الآيات، ومع علمهم بمكانة موسى وقربه عند ربه وأن ما نزل بهم إنما هو بسبب كفرهم وتكذيبهم ما زالوا مصرين على كفرهم وعنادهم وباطلهم، فكانوا يطلبون من موسى # وينادونه بالساحر أن يتوسل لهم عند الله سبحانه وتعالى بأن يرفع عنهم ما هم فيه من البلاء والشدة، ويعدونه أنه إن فعل ذلك فسيؤمنون له ويتبعونه، فكان موسى # يستجيب لهم ويأمل أن يكون في ذلك صلاحهم فيتوسل إلى الله سبحانه وتعالى، فيرفع الله عنهم العذاب، ولكنهم يبادرون إلى الكفر والتكذيب بعدما يرفع عنهم العذاب ناكثين ما عاهدوا الله عليه.
  {وَنَادَى فِرْعَوْنُ فِي قَوْمِهِ قَالَ(٢) يَاقَوْمِ أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَذِهِ الْأَنْهَارُ تَجْرِي مِنْ تَحْتِي أَفَلَا تُبْصِرُونَ ٥١ أَمْ أَنَا خَيْرٌ مِنْ هَذَا الَّذِي هُوَ مَهِينٌ وَلَا يَكَادُ يُبِينُ ٥٢} كان فرعون قد خاف على ملكه أن ينتزعه موسى من بين يديه، فعزم على جمع قومه ونادى فيهم: بأن ينظروا إلى قوته وبسط نفوذه على أرض مصر، وسيطرته على جميع أرجائها، ثم سألهم: من هو الأفضل والأجدر بالملك؟ هل موسى ذلك
(١) سؤال: فضلاً ما معنى الباء في قوله: «بما عهد عندك»؟ وهل ما مصدرية أم موصولة؟ وما هو الذي عهده عنده؟
الجواب: الباء قد تكون للاستعانة فتتعلق بـ «ادع» أي: ادع لنا بعهده عندك ومقامك من النبوة والكرامة، وقد تكون للتلبس والمصاحبة فتتعلق بمحذوف وتكون حالاً من فاعل «ادع» أي: متلبساً ومتوسلاً بعهده عندك، و «ما» مصدرية، وتصح أن تكون موصولة والعائد محذوف أي: عهده عندك.
(٢) سؤال: هل هذا الفعل بدل من «نادى» أم الجملة كلها؟
الجواب: الأولى أن تكون جملة «قال ...» استئنافاً بيانياً في جواب سؤال، أي: ماذا قال.